للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا (١) وجهان من التفسير لهذه الآية.

وقيل فيه وجه ثالث من التفسير، وهو: إن الخطاب للمشركين والمنافقين واليهود (٢) في قوله: {أَنْتُمْ} (٣)؛ والمراد بـ (المؤمنين) (٤) في قوله: {لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ}: الذين هم (٥) في أصلاب الرجال من المشركين، وأرحام النساء من المشركات، ممن يؤمنون.

ومعنى الآية: ما كان الله لِيَدَعَ أولادَكُمْ الذين جرى لهم الحكمُ بالإيمان، على ما أنتم عليه من الشِّرْك، حتى يُفَرِّق بينكم وبين مَن في أصلابكم، وأرحام نسائِكم من المؤمنين.

وهذا قول الضّحاك (٦)، وابن عباس في رواية عطاء (٧).


= قتادةُ: يُذكر هذا الحديث عند هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [سورة المائدة: ١٠١]). "فتح الباري" ١٣/ ٤٣، كتاب الفتن. باب التعوذ من الفتن، ١٣/ ٢٦٥، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من كثرة السؤال.
(١) هكذا في (أ)، (ب)، (ج). والأصوب أن يكون (هذان) إلا أني أبقيت (هذا) لاحتمال أن يريد بـ (هذا): ما سبق من قول في الآية.
(٢) في (ج): (ولليهود).
(٣) (أنتم): ساقطة من (ج).
(٤) (المؤمنين): ساقطة من (ج).
(٥) (هم): ساقطة من (ج).
(٦) قوله، في "تفسير الثعلبي" ٣/ ١٦٠ ب، و"تفسير البغوي" ٢/ ١٤١. وورد في "بحر العلوم"، عنه: (إن المنافقين أعلنوا الإسلام، وأسروا الكفر، وصلوا وجاهدوا مع المؤمنين، فأحب أن يُمَيِّز بين الفريقين، وأن يَدُلَّ رسول الله على سرائر المنافقين، فقال: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}. يعني: المنافق من المؤمن) ١/ ٣١٩.
ورد في: "زاد المسير" ١/ ٥١٠ عن الضحاك، أن المخاطب في هذه الآية: الكفار والمنافقون.
(٧) لم أقف على مصدر قوله وفق سياق المؤلف. والذي ورد عن ابن عباس -من =

<<  <  ج: ص:  >  >>