للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا}.

قال عكرمة (١)، ومقاتل (٢)، والكلبي (٣)، وابن جريجِ (٤): بعث رسولُ اللهِ أبا بكرٍ الصدِّيقَ إلى فِنْحاص، يَسْتَمِدُّه. فقالَ فِنْحاصُ: قد احتاجَ رَبُّكُم إلى أن نُمِدَّه؟ فَهَمَّ أبو بكر أنْ يضرِبَهُ بالسيف، وقد كان رسول الله قال له -حين بَعَثَهُ-: لا تَفْتَاتَنَّ (٥) عليّ بشيء حتى ترجع. فتذكر أبو بكرٍ ذلك، فَكَفَّ عن الضرب، ونزلت هذه الآية (٦).


(١) من قوله: (قال عكرمة ..) إلى (.. ونزلت هذه الآية): نقله -باختصار وتصرف- عن "تفسير الثعلبي" ٣/ ١٦٥ ب. وقول عكرمة في "تفسير الطبري" ٤/ ٢٠٠، و"النكت والعيون" ١/ ٤٤١.
(٢) في "تفسيره" ١/ ٣١٩.
(٣) لم أقف على مصدرٍ آخر لقوله، سوى "تفسير الثعلبي".
(٤) لم أقف على مصدر قوله.
وقد ورد عنه في الآية قولُه: (يعني اليهود والنصارى، {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا}، فكان المسلمون يسمعون مِنَ اليهود قولَهم. {عُزَيْرُ ابْنُ الله}، ومِنَ النصارَى قولَهم: {المَسِيحُ ابْنُ الله}، فكان المسلمون ينصبون لهم الحربَ إذْ يَسْمَعُون إشراكَهم ..). أخرجه: الطبريُّ في: "تفسيره": ٤/ ٢٠٠ - ٢٠١، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٨٣٥، وأورده الماوردي في "النكت والعيون" ١/ ٤٤١، والسيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ١٨٩ وزاد نسبة إخراجه إلى ابن المنذر.
(٥) يقال: (افْتَاتَ عليكَ فِيهِ، وفَاتَكَ بِهِ)؛ أي: أحدث شيئا دون أمرك. والمصدر: (الافتِيَات)، وهو من: (الفَوْت)، وهو: السبق إلى الشيء دون ائتمار مَنْ يُؤْتَمَر. انظر: "اللسان" ٦/ ٣٤٨١ (فوت).
(٦) انظر تفسير الآية: ١٨١ والتعليق على قول ابن عباس في الهامش. وقد ورد في سبب نزولها، ما رواه الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه: (أن كعب بن الأشرف اليهودي، كان شاعرًا، وكان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم -، =

<<  <  ج: ص:  >  >>