وقد أخرجه: أبو داود في "السنن" رقم (٣٠٠٠) كتاب الخراج، باب: كيف كان إخراج اليهود من المدينة، وعبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١٤٢، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٢/ ٣٣، والطبري في "تفسيره" ٤/ ٢٠١ عن الزهري مرسلا، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٣/ ٨٣٤ أخرجه متصلًا. وأورده الثعلبيُّ في "تفسيره" ٣/ ١٦٦ أ، والسيوطي في "لباب النقول" ٦٢. وانظر: الصحيح المسند من "أسباب النزول" ص ٦٥. وورد -كذلك- في سبب نزولها: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مرَّ -وهو على حمار- على مجلس فيه عبد الله بن أبَيّ -وذلك قبل إسلامه- وفي المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين واليهود، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عَجَاجة الدابَّةِ، خَمَّرَ ابن أبَيّ أنفَهُ بردائه، ثم قال: لا تُغَبِّروا علينا. فسلم رسول الله ثم وقف، فنزل، ودعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال ابن أبَيّ: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول، إن كان حقًا فلا تؤذنا به في مجالسنا، ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه. فقال ابن رواحة: بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك. واستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى كادوا يتساورون، فلم يزل - صلى الله عليه وسلم -، يخفضهم حتى سكتوا. ففي فِعْل ابن أبَيّ نَزَلَ قولُه تعالى {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}. انظر: السبب بالتفصيل في: "أسباب النزول" للمؤلف: ص ١٣٩ - ١٤٠. وقد أخرج هذه القصة: البخاريُ في "صحيحه" (٤٥٦٦) كتاب التفسير، باب: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}، ولكن ليس فيه النص على أن هذه القصة سبب لنزول الآية. وإنما ذكر البخاريُّ القصةَ، ثم ذكر عقبها: (قال الله -عز وجل-: {وَلَتَسْمَعُنَّ}، وقال: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} [البقرة: ١٠٩]. =