للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى النكاح هو إنزال الماء، فإذا أنزل الغلام أو الجارية فقد بلغ، سواءٌ كان عن جماع أو احتلام.

وقوله تعالى: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}. معنى (آنستم) قال ابن عباس: عرفتم (١)، وقال عطاء عنه: يريد رأيتم (٢).

وقال الفراء: وجدتم (٣). وقال الزجاج: علمتم (٤).

وأصل الإيناس في اللغة: الإبصار (٥)، ومنه قوله: {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} [القصص: ٢٩]، وقال ابن حلزة (٦):

آنَست نَبأَةً وأفَزَعها القَـ ... ـنَّاص عَصرًا وقد دَنا الإمساءُ (٧)

أي أحسَّت ووجدت.


(١) هذه الرواية ثابتةٌ عن ابن عباس من طريق ابن أبي طلحة، كما في "تفسير ابن عباس" ص ١٣٥، وأخرج ذلك ابن جرير ٤/ ٢٥٢، وانظر: "تحقيق المروي عن ابن عباس" ١/ ١٥٥.
(٢) لم أقف علي رواية عطاء هذه، وهي بمعنى الأولى الثابتة عن ابن عباس.
(٣) "معاني القرآن" ١/ ٢٥٧.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٤.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٢١٦ (أنس)، "الكشف والبيان" ٤/ ١٢ أ، "اللسان" ١/ ١٥٠ (أنس).
(٦) هو الحارث بن حلزة بن مكروه اليشكري الوائلي شاعر جاهلي وأحد أصحاب المعلقات السبع وقد ارتجلها ارتجالًا بين يدي ملك الحيرة، توفي سنة ٥٠ قبل الهجرة تقريبًا. انظر: "الشعر والشعراء" ص ١١١، "طبقات الشعراء" ١/ ١٥١، "الأعلام" ٢/ ١٥٤.
(٧) هذا البيت من معلقة ابن حلزة -وهي المعلقة السابعة- كما في "شرح المعلقات" للزوزني ص ١٥٦. قال الزوزني في شرح البيت: النبأة الصوت الخفي يسمعه الإنسان أو يتخيله، والقناص جمع قانص، وهو الصائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>