للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استغنيت استعففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف، فإذا أيسرتُ قضيت (١).

وقال بعضهم: معنى الأكل بالمعروف هو أن يقتصد ولا يسرف، ثم لا قضاء عليه فيما يأكل. فهذا قول عطاء (٢)، وعكرمة (٣)، والسدي (٤).

وقال إبراهيم: هو ما سد الجوعة ووارى العورة (٥).

وذهبت عائشة وجماعة من العلماء (٦) إلى أن المعروف هو أن يأخذ من جميع المال إذا كان يلي ذلك بقدر قيامه وعمله وأجرته، وإن أتى على جميع المال، ولا قضاء عليه، وهذا طعمة من الله له (٧). ودليل صحة هذا ما روي عن ابن عباس، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن في حجري يتيمًا أفاضربه؟ قال: "مما كنت ضاربًا منه ولدك"، قال: يا رسول الله أفآكل من ماله؟ قال: "غير متأثل مالًا، ولا واقٍ مالك بماله" (٨)


(١) أخرجه ابن جرير ٤/ ٢٥٥، والثعلبي ٤/ ١٥ ب. انظر: "زاد المسير" ٢/ ١٦، "معالم التنزيل" ٢/ ١٦٨، "تفسير ابن كثير" ١/ ٤٩٣، "الكافي الشاف" ص ٣٩.
(٢) هو ابن أبي رباح أخرج ذلك عنه الطبري ٤/ ٢٥٩.
(٣) أخرجه الطبري ٤/ ٢٦٠.
(٤) انظر الثعلبي ٤/ ١٥ ب، "زاد المسير" ٢/ ١٦.
(٥) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١٤٧، والطبري من طرق ٤/ ٢٦٠ كلاهما بلفظ الجوع بدل الجوعة.
(٦) منهم ابن عباس - رضي الله عنه - والإمام أحمد -رحمه الله- كما في "زاد المسير" ٢/ ١٦.
(٧) أخرج البخاري عن عائشة - رضي الله عنه - كتاب: التفسير، باب: (من كان غنيًا فليستعفف) رقيم (٤٥٧٥) أنها قالت في قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}: أنها نزلت في مال اليتيم إذا كان فقيرًا أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بالمعروف البخاري كتاب التفسير سورة النساء، باب: ٢ {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} ٥/ ١٧٧.
(٨) أخرجه الثعلبي في "الكشف والبيان" ٤/ ١٦ أ، ب، وانظر "الكافي الشاف" ص ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>