للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}، وقال الكسائي: قوله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} بيان لما أوصى به وحكاية له، لأن الذي أوصاهم به هو هذا، ومثله قوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: ٩] ثم ذكر ما وعدهم فقال: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} ولهم مغفرة هو الذي وعدهم به، وكذلك قوله: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ} [يوسف: ٣٥].

ويقول: بدا لي أن لعبد الله مالًا، فإذا (ألقيت) (١) أن قلت: بدا لي لعبد الله مالٌ (٢)، وأنشد الكسائي على ذلك:

إني سأُبدِي لك فيما أُبدي ... لي شجَنَانِ شَجَنٌ بِنَجْدِ (٣)

وقوله تعالى: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً}، يعني: فإن كن (٤) المتروكات؛ وذلك أن اسم الولد يطلق على الإناث والذكور (٥)، فلما فرض فريضة الذكور


(١) في الأصل بالفاء، والتصحيح من (د).
(٢) لم أقف على قول الكسائي مفصلًا، وقد أشار إليه أبو حيان في "البحر" ٣/ ١٨١. انظر: "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٩٠، "الدر المصون" ٣/ ٥٩٧.
(٣) هذا البيت من الرجز، ولم أعرف قائله، وهو من شواهد "معجم مقاييس اللغة" ٣/ ٢٤٩ (شجن)، "الصحاح" ٥/ ٢١٤٢ (سجن)، "اللسان" ٤/ ٢٢٠٢ (شجن)، والشجن: الحاجة. ولعل الشاهد منه أن: شجن بنجد تفسير وبيان لـ: لي شجنان، حيث جاء في "الصحاح"، "اللسان" بعد هذا: وشجن لي في بلاد السند، لكن في "اللسان": الهند بدل السند. والله أعلم.
(٤) هكذا في (أ)، (د)، ولعل الصواب: فإن كان، انظر: الطبري ٤/ ٢٧٦، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٣٩، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٩١.
(٥) انظر: "الطبري" ٤/ ٢٧٦، "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٩٥١ (ولد)، "المحرر الوجيز" ٣/ ٥١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>