للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهو صحيح. وقال الزجاج: حليلة: يعني (١): محلة، من الحلال (٢).

وقيل: لأن كل واحد منهما يحل إزاره صاحبه (٣).

وقوله تعالى: {الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ}. فيه احتراز عن المُتبنَّى، وكان المتَبنّى في صدر الإسلام بمنزلة الابن.

قال عطاء: وليس يحرم عليك حليلة ابن ادعيته وليس هو من صُلبِك، ونكح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة زيد بن حارثة (٤)، فقال في ذلك المشركون: إنه تزوج امرأة ابنه، فأنزل الله: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: ٤]، وقال: {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ} [الأحزاب: ٣٧] (٥).

قال أهل العلم: وحليلة الابن من الرضاع ملحقةٌ في التحريم بحليلة


(١) عند الزجاج: بمعنى.
(٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٥.
(٣) "الكشف والبيان" ٤/ ٣٦ أ.
(٤) هو زيد بن حارثة بن شَراحيل الكَعْبي، كان مولى وَهَبته خديجة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وُيدعى زيد بن محمد حتى نزلت: {ادعُوُهمْ لَأِبَائِهِمْ} وكان حبّ رسول الله هو وابنه أسامة، وقد روى عنه الحديث جماعة من الصحابة. توفي - رضي الله عنه - سنة ٨ هـ. انظر: "أسد الغابة" ٢/ ٢٨١، "الإصابة" ١/ ٥٦٣، "الأعلام" ٣/ ٥٧.
(٥) عند الطبري من طريق حجاج، عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: قوله: {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ} قال: كنا نحدث والله أعلم أنه نزلت في محمد - صلى الله عليه وسلم - حين نكح امرأة زيد بن حارثة قال المشركون في ذلك، فنزلت {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ} ونزلت: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: ٤]، ونزلت: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: ٤٠]، "جامع البيان" ٤/ ٣٢٣.
وانظر: "الكشف والبيان" ٤/ ٣٦ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>