للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولهذا قال يرعى. حقٌّ على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، ويؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك فحق على الرعية أن يسمعوا ويطيعوا (١).

وقال الزجاج: وجملة أولي الأمر من يقوم بشأن المسلمين في أمر دينهم وجميع ما أدى إلى صلاحهم (٢).

قال العلماء: طاعة السلطان عن الكتاب والسنة فلا طاعة له، وإنما تجب طاعتهم فيما وافق الحق (٣).

وروي أن مسلمة بن عبد الملك (٤) قال لأبي حازم (٥): ألستم أمرتم بطاعتنا حيث قيل: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}؟ فقال أبو


(١) أخرجه ابن أبي شيبة، انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٣١٧، وذكره في "معالم التنزيل" ٢/ ٢٤٠.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٦٧.
(٣) هكذا جاءت هذِه العبارة في (ش) ولعل في الكلام سقطا بعد كلمة السلطان، كما هو ظاهر. والصواب: طاعة السلطان [واجبة بالمعروف، فإن خرج أمره] عن الكتاب والسنة .. وانظر: نحو هذا الكلام في الطبري ٥/ ١٥٠، "بحر العلوم" ١/ ٣٦٣، "النكت والعيون" ١/ ٥٠٠، "الدر المنثور" ٢/ ٣١٦ - ٣١٧.
(٤) هو أبو سعيد مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم من أمراء بني أمية وقادتهم وكان شجاعًا من أبطال عصره، وله فتوحات كثيرة، كان أهلًا للخلافة ولم يتمكن منها. توفي رحمه الله سنة ١٢٠هـ انظر: "سير أعلام النبلاء" ٥/ ٢٤١، "التقريب" ص (٥٣١) رقم (٦٦٦٠)، "الأعلام" ٧/ ٢٢٤.
(٥) لعله سلمة بن دينار الأعرج التَّمار المدني المخزومي القاص الواعظ العابد الزاهد، من علماء التابعين وفضلائهم، وله كلمات مأثورة في الوعظ والحكمة، وهو ثقة أخرج حديثه الجماعة. مات في خلافة المنصور رحمه الله. انظر: "تاريخ الثقات" ١/ ٤٢٠، "سير أعلام النبلاء" ٦/ ٩٦، "التقريب" ص (٢٤٧) رقم (٢٤٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>