للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإدخالهم الباء يدل على أنه مطاوع (١)، وأجاز بعضهم أن يكون التَّبطئة واقعًا (٢)، فتقول بطأت فلانًا عن كذا، أي أخرته عنه.

وكلام المفسرين يدل على الوجهين فيه، فإن جعلته مطاوعًا لم يقتض مفعولًا وإن جعلته واقعًا اقتضى مفعولًا، وهو محذوف، والتقدير فيه: ليُبطئن غيره، أو ليبطئن بغيره، إن كان المعنى أنه يحبس غيره عن القتال (٣).

وأكثر المفسرين على أن المراد أنه يحتبس بنفسه ويتأخر بقعوده عن الغزو (٤)، فقال مقاتل: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} ليتخلفن عن الجهاد (٥).

وقال الكلبي: وإن منكم لمن يتثاقل (٦).

وقال قتادة: {لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} عن الجهاد والغزو في سبيل الله (٧).

وهذا يحتمل أن يكون معناه ليبطئن غيره عن الجهاد.


(١) أي: لازم لا يتعدى إلى مفعول، كما سيأتي من كلام المؤلف، وانظر: "التفسير الكبير" ١٠/ ١٧٩، "الدر المصون" ٤/ ٢٩.
(٢) أي: متعديًا إلى مفعول، كما سيأتي من كلام المؤلف، وانظر: "التفسير الكبير" ١٠/ ١٧٨، ١٧٩، "الدر المصون" ٤/ ٢٩.
(٣) انظر: الطبري ٥/ ١٦٥، "الكشف والبيان" ٤/ ٨٦ أ، "زاد المسير" ٢/ ١٣٠، "التفسير الكبير" ١٠/ ١٧٩، القرطبي ٥/ ٢٧٥، "الدر المصون" ٤/ ٢٩.
(٤) انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٧٥، "بحر العلوم" ١/ ٣٦٧، "الكشف والبيان" ٤/ ٨٦/ أ، "معالم التنزيل" ٢/ ٢٤٨، "زاد المسير" ٢/ ١٣٠.
(٥) ابن حيان، وأخرج الأثر عنه ابن المنذر وابن أبي حاتم. انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٣٢٧، وانظر: "الوسيط" ٢/ ٦١٧.
(٦) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص (٨٩)، انظر: "الكشف والبيان" ٤/ ٨٦ أ، "معالم التنزيل" ٢/ ٢٤٨.
(٧) أخرجه الطبري ٥/ ١٦٦، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، انظر: "الدر المنثور" ٢/ ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>