للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أتوني فلم أرض ما بيتوا ... وكانوا أتوني لأمر نكر (١)

وحُكي عن الأخفش أنه قال: العرب تقول للشيء إذا قدّر: قد بيت، يشبهونه بتقدير بيوت الشعر (٢).

وقال أهل اللغة: إنما قيل للتدبير بالليل تبييت لأنه تدبير في البيوت وقت البيتوتة (٣)، وذلك الوقت أخلى للأفكار. هذا كلام أهل اللغة في هذا الحرف.

فأما كلام المفسرين، فقال عطاء عن ابن عباس في قوله: بيت طائفة منهم غير الذي تقول: "يريد أضمروا في قلوبهم غير الذي تقول" (٤).

وقوله راجع إلى معنى التقدير؛ لأن إضمارهم الشيء تقدير منهم مع أنفسهم.

قال عبد الله بن مسلم (٥): (ويقولون طاعة) بحضرتك، (فإذا خرجوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول) أي قالوا وقدروا ليلًا غير ما أعطوك نهارًا (٦).


(١) البيت لعبيدة بن همام العدوي في "مجاز القرآن" ١/ ١٣٣، "الكشف والبيان" ٤/ ٩٠ ب، وغير منسوب في "غريب القرآن" لابن قتيبة ١/ ١٢٧، "الكامل" ٣/ ٣٠، "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٨١.
(٢) "الكشف والبيان" ٤/ ٩١ أ، "معالم التنزيل" ٢/ ٢٥٤، "التفسير الكبير" ١٠/ ١٩٥. وينسب نحو هذا الكلام لأبي عبيدة، انظر: "مقاييس اللغة" ١/ ٣٢٥ (بيت) وقد تكون آخر كلمة: "الشعر" بكسر الشين وسكون العين.
(٣) انظر: "معجم مقاييس اللغة" ١/ ٣٢٥ (بيت).
(٤) انظر: "الكشف والبيان" ٤/ ٩١ أ، "الوسيط" ٢/ ٦٣٣، "معالم التنزيل" ٢/ ٢٥٤، "زاد المسير" ٢/ ١٤٣، "البحر المحيط" ٣/ ٣٠٤.
(٥) أي: ابن قتيبة.
(٦) "غريب القرآن" لابن قتيبة ١/ ١٢٧، وانظر: "معالم التنزيل" ٢/ ٢٥٤، "زاد المسير" ٢/ ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>