للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الكلبي: (بيت) غير طائفة منهم (١).

وقال قتادة: {بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ} يغيرون ما عاهدوا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢). وكذلك قال الفراء في معنى التبييت، أنه بمعنى التغيير (٣).

وهذا التفسير راجع أيضًا إلى معنى التقدير؛ لأن: من قدّر شيئًا غير الأول فقد غير وبدل، وإنما يكون التبييت بمعنى التغيير إذا استعمل مع غير، يقال: بيت فلان غير ما قال إذا غيره ورجع عنه بتدبير وتقدير في نفسه.

وبعضهم يقول: إن التبييت في لغة طيّ يكون بمعنى التغيير (٤)، وينشدون:

وبيت قولي عبد المليك ... قاتلك الله عبدًا كفورًا (٥)

معنى بدلت وغيرت. وهذا لا يستقيم في معنى الآية؛ لأنك لو حملت الآية عليه كان المعنى غير طائفة أو النبي، على ما تذكر في تفسير: {تَقُولُ}، وليس كذلك معنى الآية، لأنهم غيروا ما قالوه أو قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - لا غير ذلك، فقد بان لك أن التبييت إنما يستعمل بمعنى التغيير إذا كان مع غير.


(١) "الكشف والبيان" ٤/ ٩١ ب، "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩١، وانظر: "تفسير الهواري" ١/ ٤٠٢.
(٢) أخرجه الطبري ٥/ ١٧٨، وانظر: "الكشف والبيان" ٤/ ٨٠ ب، وقد عزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٣٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) انظر: "معاني القرآن" ١/ ٢٧٩.
(٤) انظر: "الكشف والبيان" ٤/ ٩٠ ب.
(٥) البيت للأسود بن عامر الطائي كما في "تفسير الطبري" ٥/ ٢٧١ وهو غير منسوب في "غريب القرآن" لابن قتيبة ١/ ١٢٨، "الكشف والبيان" ٤/ ٩٠ ب، "زاد المسير" ٢/ ١٤٣، القرطبي ٥/ ٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>