للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}

اختلفوا في هذا: فمنهم من ذهب إلى أن هذا التخيير في أهل الإسلام خاصة، وليس لأهل الكفر مدخل في رد التحية عليهم (١).

والأكثرون والجمهور على أن قوله: {فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} المراد بها المسلمون، {أَوْ رُدُّوهَا} إذا كان المسلم من غير أهل الإسلام (٢).

قال الكلبي: أمر الله المسلمين برد السلام على من سلم عليهم بأحسن مما سلم عليهم، وهو الزيادة على التحية إن كان المسلم من أهل دينهم، أو بمثل الذي سلم إن كان من غير أهل دينهم، وهو أن يقول: عليكم. ولا يزيد على ذلك (٣).

وقال أبو روق: أما (أحسن منها) فعلى أهل دينك، وأما {رُدُّوهَا} فعلى أهل الكتاب (٤).

وقال الزجاج: عن عطاء: (أحسن منها) في أهل الإسلام {رُدُّوهَا} على أهل الشرك (٥).

وقال ابن عباس: و (أحسن منها) أن يرد: ورحمة الله وبركاته، يرد


(١) تفرد بهذا القول عطاء، أخرج قوله الطبري ٥/ ١٨٩، وانظر: "النكت والعيون" ١/ ٥١٣، والقرطبي ٥/ ٣٠٣، و"الدر المنثور" ٢/ ٣٣٧.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٨٠، والطبري ٥/ ١٨٩، و"بحر العلوم" ١/ ٣٧٣، و"الكشف والبيان" ٤/ ٩٤، و"النكت والعيون" ١/ ٥١٣.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩١.
(٤) لم أقف عليه، وورد نحوه عن قتادة والحسن، انظر: الطبري ٥/ ١٨٩ - ١٩٠، و"الدر المنثور" ٢/ ٣٣٧.
(٥) ليس في "معاني القرآن وإعرابه"، وهو خلاف المعروف عن عطاء كما مر قريباً حيث تفرد بأن هذه الآية في أهل الإسلام خاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>