للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما قول زهير بن جناب (١):

من كل ما نال الفتى ... قد نلتُه إلا التحيهْ (٢)

فقيل فيه أنه المُلك (٣)، وقيل البقاء (٤)، والبقاء له تحية، لأن من سلم من الآفات بقي. وقال أبو الهيثم: يريد إلا السلام من المنية والآفات، فإن أحدًا لا يسلم من الموت على طول البقاء (٥).

قال الأزهري: (والعرب تسمي) (٦) الشيء باسم غيره إذا كان منه أو من سببه.

فالتحية بمعنى المُلك، وبمعنى البقاء صحيح. وقولهم: "حياك الله" أي أبقاك الله صحيح، من الحياة وهو البقاء (٧).

نجد من هذا أن معنى التحية في الأصل الدعاء بالحياة، ثم صار بمعنى السلام، ثم صار أيضًا اسمًا للملك والبقاء، على ما بينا. هذا كلام أهل اللغة في معنى التحية.

فأما التفسير: فقال ابن عباس في قوله: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} [النساء:٨٦]: "يريد السلام" (٨).


(١) هو زهير بن جناب الكلبي الكناني، تقدمت ترجمته.
(٢) البيت في "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ٧٥، و"الشعر والشعراء" ص ٢٤٠، و"طبقات الشعراء" ص ٣٧، و"تهذيب اللغة" ١/ ٢٥٥ (حي)، و"اللسان" ٢/ ١٠٧٩ (حيا).
(٣) "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ٧٥، و"تهذيب اللغة" ١/ ٢٥٥.
(٤) "تهذيب اللغة" ١/ ٩٥٥ (حي)، و"اللسان" ٢/ ١٠٧٨ (حيا).
(٥) "تهذيب اللغة" ١/ ٩٥٥ بتصرف، و"اللسان" ٢/ ١٠٧٨ (حيا).
(٦) ما بين القوسين ليس واضحًا في المخطوط، والتسديد من "تهذيب اللغة" ١/ ٩٥٦ (حى).
(٧) "تهذيب اللغة" ١/ ٩٥٥ (حي) بتصرف، وانظر: "اللسان" ٢/ ١٠٧٨ (حيا)
(٨) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>