للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا المعنى أراد الشداخ بن يعمر الكناني (١) في قوله يحض قومه على الحرب:

القوم أمثالكم لهم شعر ... في الرأس لا ينشرون إن قتلوا (٢).

يقول: هم مثلكم إن قتلتم منهم لم يجيء قتيلهم، كما لا يجيء منكم من قتل.

وقوله تعالى: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}.

قال الحسن وقتادة وابن جريج وأكثر أهل العلم: وتؤملون من ثواب الله ما لا يؤملون (٣).

وقال الزجاج: أي أنتم ترجون النصر الذي وعدكم الله جل وعز وإظهار دينكم على [سائر] (٤) أديان الملل المخالفة [لأهل الإسلام] (٥)


(١) هو يعمر بن عوف بن كعب بن عامر الليثي الكناني و"الشداخ" لقبه، سمي بذلك لشدخه الدماء بين قريش وخزاعة، أي وضعها تحت قدميه وإصلاحه بينهم فهو من حكام العرب، ويبدو أنه شاعر جاهلي.
انظر: "المحبر" ص ٣٣، و"الاشتقاق" ص ١٧١، و"جمهرة أنساب العرب" ص ١٨٠، و"الأعلام" ٨/ ٢٠٥.
(٢) البيت في "الحماسة الكبرى" لأبي تمام ١/ ١١٣.
(٣) أخرجه بمعناه عن قتادة وابن جريج: الطبري ٥/ ٢٦٢ - ٢٦٣، أما عن الحسن فذكره الهواري في "تفسيره" ١/ ٤٢٠.
وقد قال بهذا القول أيضاً الضحاك. انظر: "معاني القرآن" للنحاس ٣/ ١٨٤، واختاره الطبري ٥/ ٢٦٢، ٢٦٤، وانظر: "بحر العلوم" ١/ ٣٨٤، و"الكشف والبيان" ٤/ ١١٥ ب.
(٤) طمست ما بين المعقوفين هذه الكلمة في المخطوط حيث لم يبق من كلماتها إلا السين، والتسديد من الزجاج في "معانيه" ٢/ ١٠٠.
(٥) طمس ما بين المعقوفين في المخطوط والتسديد من "معاني الزجاج" ٢/ ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>