للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروي عن سعيد بن المسيب (١) أنه قال: بينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر، فقال: يا أيها الناس: ما تقولون في قول الله عز وجل: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل: ٤٧]؟ فسكت الناس، فقام شيخ فقال: يا أمير المؤمنين: هذِه لغتنا بني هذيل، التخوف: التنقص، قال عمر: هل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ قال: نعم، قال شاعرنا أبو كبير الهذلي (٢) يصف ناقة:

تَخَوَّفَ الرَّحْلُ منها تَامِكًا صُلْبًا ... كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ (٣)


= من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، وهذا عندي حديث مرسل. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الأدب وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي وقال: بل مرسل ضعيف، ففي إسناده عامر بن صالح الخزاز: واهٍ. "المستدرك" ٤/ ٢٦٣، وسبق كلام ابن حجر حيث قال: إنه مرسل. انظر: "تهذيب التهذيب" ٢/ ٢٧.
(١) سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ، القرشي المخزومي، تابعي مشهور، اشتهر بالعلم والزهد والورع، روى عن جمع من الصحابة، وروى عنه جمع منهم الزهري وقتادة، وثقه الأئمة كأحمد وابن أبي حاتم، وتكلموا في سماعه من عمر، توفي سنة أربع وتسعين، وقيل: غير ذلك.
انظر: "طبقات ابن سعد" ٩/ ١١٥ - ١٤٣، "تهذيب التهذيب" ٢/ ٤٣ - ٤٥.
(٢) هو عامر بن الحليس، من بني سهل بن هذيل، شاعر جاهلي، وقيل: أدرك الإسلام امتاز شعره بالحكم وقوة السبك.
انظر: "الشعر والشعراء" ٤٤٦ - ٤٤٨، "الإصابة" ٤/ ١٦٥، "الخزانة" ٨/ ٢٠٩.
(٣) (التخوف) التنقص شيئًا فشيئًا، و (التامك) السنام المرتفع، و (النبعة) واحدة النجع وهو شجر تتخذ منه القسي، و (السفن) مبرد الحديد الذي ينحت به الخشب. يقول: تنقص رحلها سنامها المرتفع، كما تنقص المبرد عود النبع. واختلف في نسبة البيت، فنسبه بعضهم لأبي كبير كما عند الواحدي هنا، ونسبه الأزهري لابن مقبل، ونسبه الجوهري لذي الرمة، ونسبه بعضهم لزهير، وقيل: لعبد الله بن عجلان، وقيل: لابن مزاحم الثمالي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>