للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الذين) نصبًا فيكون المعنى: جزاؤهم الذي وصفنا إلا التائبين (١).

قال عطاء عن ابن عباس في قوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ}: يريد آمنوا من قبل أن تعاقبوهم {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ} لمن تاب من الشرك {رَحِيمٌ} [المائدة: ٣٤] به إذا رجع عما يُسخط الله (٢).

وهذا قول عُظْم (٣) أهل التفسير، أن المراد بهذا الإستثناء المشرك المحارب، إذا آمن وأصلح قبل القدرة عليه سقط عنه جميع الحدود التي ذكرها الله في هذه الآية، ولا يطالب بشيء مما أصاب لا مال ولا دم (٤).

قال أبو إسحاق: جعل التوبة للكفار تدرأ عنهم الحدود التي وجبت عليهم في كفرهم ليكون ذلك أدعى إلى الدخول في الإيمان (٥).

هذا حكم المشرك المحارب، وكذلك لو آمن بعد القدرة عليه لم يُطالب أيضًا بشيء بالإجماع (٦). فأما المسلم المحارب إذا تاب واستأمن قبل القدرة عليه فقال السدي: هو كالكافر إذا آمن لا يطالب (٧) بشيء إلا إذا أصيب عنده مال بعينه، فإنه يرد على أهله (٨).


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٧٠، ١٧١ بتصرف، وانظر: "مشكل إعراب القرآن" ١/ ٢٢٥ "الدر المصون" ٤/ ٢٥٢.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١١٣.
(٣) عظم بمعنى: معظم. انظر: "اللسان" ٥/ ٣٠٠٥ (عظم).
(٤) انظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٢٠، "النكت والعيون" ٢/ ٣٤، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ٥٠.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٧١.
(٦) انظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٢٠ - ٢٢١.
(٧) في (ش): (لا يطلب).
(٨) انظر البغوي في "تفسيره" ٣/ ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>