للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الزجاج: إنما جمع ما كان في الشيء منه واحد عند الإضافة إلى اثنين؛ لأن الإضافة تبين أن المراد بذلك الجمع التثنية لا الجمع، وذلك أنك إذا قلت: أشبعت بطونهما، علم أن للاثنين بطنين فقط، وأصل التثنية الجمع؛ لأنك إذا ثنّيت الواحد فقد جمعت واحداً إلى واحد، (وربما كان لفظ الجمع أخف من لفظ الاثنين، فيختار لفظ الجمع ولا يشتبه ذلك بالتثنية عند الإضافة إلى اثنين (١) لأنك إذا قلت: قلوبهما، فالتثنية في (هما) قد أغنتك عن التثنية في (قلب). قال: وإن ثُنَّي ما كان في الشيء منه واحد فذلك جائز عند جميع النحويين، وأنشد:

ظَهْراهُما مِثل ظُهُور التُّرسَينْ (٢)

فجاء باللغتين (٣). وهذا كما حكينا عن الفراء في قول الهذلي: فتخالسا نفسيهما (٤).

(قال (٥)) وحكى سيبويه أنه قد يجمع المفرد الذي ليس من شيء إذا أردت به التثنية، كقول العرب: وضعا رحالهما، يريد رَحلَي راحلتيهما (٦). وهذا كما حكى الفراء: فرقتما قمصكما.


(١) ما بين القوسين ليس في "معاني الزجاج".
(٢) رجز لخطام المجاشعي أو لهميان بن قحافة وهو في "الكتاب" ٢/ ٤٨، "معاني الفراء" ٣/ ١٧، يصف فيه فلاتين، وقبله:
وَمهَمهين قَذِفين مَرْتَين ... جِبتُهما بالنَّعت لا بِالنَّعتَين
ظهرهما ................
(٣) وشبه الفلاتين بالترسين في الاستواء. والشاهد منه أنه ثَنَّى وجَمَع المضاف للمثنى.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٧٣، وانظر: "الكتاب" ٢/ ٤٨، ٤٩.
(٥) ساقط من (ش).
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٧٣، وانظر: "الكتاب" ٢/ ٤٨، ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>