للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عباس: "يريد وظنوا أن الله لا يعذبهم" (١).

وقال الكلبي: "أي ألا يُبْتَلَوا بقتلهم الأنبياء وتكذيبهم الرسل" (٢).

وقال قتادة: "وحسب القوم أن لا يكون بلاء" (٣).

وقال مقاتل: "وحسبوا أن لا يكون بلاءً، وقحط المطر" (٤)، فحصل في الفتنة ههنا: العقوبة والعذاب عن ابن عباس، والبلية عن الكلبي وقتادة، والشديدة والقحط عن مقاتل، وقال الزجاج: وحسبوا فعلهم غير فاتن لهم، وذلك أنهم كانوا يقولون نحن أبناء الله وأحباؤه (٥).

وقال ابن الأنباري: قدروا أن لا تقع بهم فتنة في الإصرار على الكفر، وظنوا أن ذلك لا يكون موبقًا لهم (٦).

واختلفوا في إعراب: (ألا تكون) فنصبه بعضهم، ورفعه آخرون، والأصل في هذا الباب أن تعرف أن الأفعال على ثلاثة أضرب:

فعل يدل على ثبات الشيء واستقراره، نحو: العلم والتيقن والتبين، فما كان مثل هذا وقع بعده (إنّ) الثقيلة ولم يقع بعده الخفيفة الناصبة للفعل، وذلك أن الثقيلة معناها ثبات الشيء واستقراره، والعلم كذلك أيضًا، فإذا وقع على الثقيلة واستعمل معه كان وفقه وملائمًا له، وذلك قوله تعالى: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} [النور: ٢٥] {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ}


(١) "تفسير الوسيط" ٢/ ٢١١، ونسبه المحقق إلى تفسير ابن عباس ص ٩٨.
(٢) انظر: "النكت والعيون" ٢/ ٥٥، "تفسير الوسيط" ٢/ ٢١١، "تفسير البغوي" ٣/ ٨٢، "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١٢٠.
(٣) أخرجه الطبري ٦/ ٣١٢.
(٤) تفسيره ١/ ٤٩٤.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٩٥.
(٦) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٤٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>