للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال غيره: (الساعة (١): الوقت الذي تقوم فيه القيامة، سميت ساعة لأنها تفجأ الناس في ساعة) (٢)، وهذا القول أصح. ألا ترى أنه قال: {بَغْتَةً} والبغت والبغتة (٣): الفجأة.

قال ابن عباس: (يريد أن الساعة لا يعلمها أحد إلا هو) (٤) -يعني: أنها تأتي فجأة- لأنه لا يعلم أحد متى إبانها فينتظرها.

وقوله تعالى: {قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا} قال الزجاج (٥) وابن الأنباري (٦): (معنى دعاء الحسرة: تنبيه الناس على ما وقع بهم من الحسرة، والعرب إذا اجتهدت في المبالغة في الإخبار عن عظيم يقع فيه جعلته نداء، كقوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [يس: ٣٠]، و {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ


(١) جاء في (أ): تكرار لفظ: (الساعة).
(٢) هذا قول الأزهري في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٥٩٧، وابن منظور في "اللسان" ٤/ ٢١٥١ (سوع) والقاسمي في تفسيره ٦/ ٢٢٨٥، والأقوال متقاربة. قال الزجاج في "معانيه" ٢/ ٢٤٦، ٣/ ٢١٤: (الساعة اسم لإماتة الخلق واحيائهم). وانظر الرازي ١٢/ ١٩٧، والخازن ٢/ ١٢٨.
(٣) انظر: "مجاز القرآن" ١/ ١٩٣، الطبري ٧/ ١٧٨، و"معاني الزجاج" ٢/ ٢٤١، ٣/ ١٣١، الزاهر ٢/ ٥، و"معاني النحاس" ٢/ ٤١٥، و"تهذيب اللغة" ١/ ٣٦٤، و"اللسان" ١/ ٣١٧ (بغت).
(٤) لم أقف عليه.
(٥) أطال الزجاج في تقرير هذا الوجه في مواضع من معانيه ٣/ ٣٥٤، ٤/ ٢٨٤، وقال: (معنى الحسرة: أن يركب الإنسان من شدة الندم ما لا نهاية له بعده حتى يبقى حسرًا، والفائدة من مناداتها كالفائدة في مناداة ما لا يعقل؛ لأن النداء باب تنبيه، وحرف النداء يدل على تمكن القصة من صاحبها، إذا قال القائل: يا حسرتاه ويا ويلاه فتأويل الحسرة والويل قد حلا به، وإنهما لازمان له غير مفارقين). وانظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٨١٤ - ٨١٥.
(٦) لم أقف عليه بعد طول بحث عنه في مظانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>