للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكتاب على هذا التأويل المراد به القرآن (١).

ومعنى {مَا فَرَّطْنَا}: ما ضيعنا وما تركنا وما قصرنا (٢)، وقد ذكرنا هذا عند قوله: {قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} [الأنعام:٣١].

وقوله تعالى: {مِنْ شَيْءٍ} أي: شيئًا و {مِن} زائدة (٣)، كقولك: ما جاءني من أحد، وتقديره: ما تركنا في الكتاب شيئًا لم نبينه؛ لأن معنى التفريط يعود إلى التقصير عن المتقدم فيما يحتاج إلى المتقدم فيه.

وقيل: (المراد بالكتاب هاهنا الكتاب الذي هو عند الله عز وجل المشتمل على ما كان ويكون، وهو اللوح المحفوظ)، وهو قول (٤) ابن عباس في


(١) وهو قول الجمهور ورجحه النحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٥٤٦، وابن عطية في "تفسيره" ٥/ ١٩٤؛ لأنه هو الذي يقتضيه سياق الآية والمعنى، قال الرازي في "تفسيره" ١٢/ ٢١٥: (هذا أظهر؛ لأن الألف واللام إذا دخلا على الاسم المفرد انصرف إلى المعهود السابق، والمعهود السابق من الكتاب عند المسلمين هو القرآن، فوجب أن يكون المراد من الكتاب في هذه الآية القرآن) ا. هـ.
وانظر: "تفسير الماوردي" ٢/ ١١٢، و"البحر المحيط" ٤/ ١٢٠، و"تفسير القاسمي" ٦/ ٥١٥ - ٥١٦.
(٢) انظر: "مجاز القرآن" ١/ ١٩١.
(٣) انظر: "التبيان" ١/ ٣٣١، و"الفريد" ٢/ ١٤٥ - ١٤٦، و"البحر" ٤/ ١٢٠ - ١٢١، و"الدر المصون" ٤/ ٦١٢، ونقل قول الواحدي الرازي في "تفسيره" ١٢/ ٢١٨، وقال: (من للتبعض، فكأن المعنى: ما فرطنا في الكتاب بعض شيء يحتاج المكلف إليه، وهذا هو نهاية المبالغة في أنه تعالى ما ترك شيئاً مما يحتاج المكلف إلى معرفته في هذا الكتاب) ا. هـ.
(٤) أخرجه الطبري ٧/ ١٨٨، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٨٦ بسند جيد عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢ /٢٠٧، بسند جيد عن قتادة، وأخرجه الطبري بسند جيد عن ابن زيد، وهو اختيار مقاتل ١/ ٥٦٠، والطبري والسمرقندي ١/ ٤٨٣، والبغوي ٣/ ١٤٢، والزمخشري ٢/ ١٧، =

<<  <  ج: ص:  >  >>