للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} (١)، ولو كان معرفًا لصح هذا الوجه (٢).

وقال أبو الهيثم: (السلام والتحية بمعنى واحد معناهما: السلامة من جميع الآفات) (٣)، فأما اللغات في السلام فقد ذكرنا ذلك في سورة هود في قوله: {قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ} [هود: ٦٩].

وقوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}. قال ابن عباس: (يريد: قضى [لكم] (٤) {رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}) (٥).

قال أبو إسحاق: (معنى {كَتَبَ}: أوجب ذلك إيجابًا مؤكدًا، وإنما خوطب الخلق بما يعقلون وهم يعقلون أن توكيد الشيء المؤخّر إنما يحفظ بالكتاب قال: وجائز أن يكون كتب ذلك في اللوح المحفوظ) (٦) وقد سبق بيان هذا المعنى في أول السورة.


(١) في (ش): {قل سلام ....}، وهو تحريف.
(٢) انظر: "تفسير الرازي" ١٣/ ٣.
(٣) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٤٢، و"اللسان" ٤/ ٢٠٧٧ (سلم)، وقال أبو علي في "الحجة" ٢/ ٢٩٨، ٤/ ٣٥٩ - ٣٦٣: (السلام مصدر سَلَّمْتُ، والسلام جمع سلامة، والسلام اسم من أسماء الله تعالى، والسلام شجر، والسلام البراءة، وأكثر استعماله بغير (أل) وذاك أنه في معنى الدعاء حمل غير المعهود، وجاء بأل محمول على المعهود) ا. هـ.
(٤) لفظ: (لكم) ساقط من (ش).
(٥) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٤٨، وفي "تنوير المقباس" ٢/ ٢٤، قال في الآية: (أوجب {رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} لمن تاب) ا. هـ
(٦) "معاني القرآن" ٢/ ٢٥٤، وقال ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" ٢/ ١٥٢: (أي. أوجبهما على نفسه الكريمة تفضلًا منه وإحسانًا وامتنانًا) ا. هـ
انظر: "تفسير ابن عطية" ٥/ ٢١٤، و"الفتاوى" ١٨/ ١٤٨ - ١٥١، و"بدائع التفسير" ٢/ ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>