للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الزجاج (١): {فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} (السلام (٢) هاهنا يحتمل تأويلين أحدهما: أن يكون مصدر سلمت تسليمًا وسلامًا مثل: السراح من التسريح والأداء من التأدية، ومضى سلمت عليه سلامًا [أي] (٣): دعوت له بأن يسلم من الآفات في دينه ونفسه، فالسلام بمعنى التسليم. الثاني: أن يكون السلام جمع السلامة، فمعنى قولك: السلام عليكم [السلامة عليكم (٤)]، ويؤكد هذا الوجه قول الشاعر (٥):

تُحَيَّ بالسَّلاَمَةِ أُمُّ بَكْرٍ ... وَهَلْ لَكِ بَعْدَ قَومِكِ مِنْ سَلاَمِ)

والوجهان ذكرهما الزجاج وابن الأنباري، قال أبو بكر: (قال قوم: السلام الله (٦) تعالى، ومعنى السلام عليكم: الله عليكم، أي: على حفظتكم) (٧)، وهذا الوجه يبعد في هذه الآية لتنكير السلام في قوله:


(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٥٢.
(٢) انظر: "العين" ٧/ ٢٦٥، و"الجمهرة" ٢/ ٨٥٨، و"الصحاح" ٥/ ١٩٥١، و"المجمل" ٢/ ٤٦٩، و"مقاييس اللغة" ٣/ ٩٠، و"المفردات" ص ٤٢١ (سلم).
(٣) لفظ: (أي) ساقط من (أ).
(٤) لفظ: (السلامة عليكم) ساقط من (ش).
(٥) الشاهد لأبي بكر بن الأسود بن شعوب الليثي، وهو شداد بن الأسود في "سيرة ابن هشام" ٢/ ٤٠٠، و"الروض الأنف" ٣/ ١١٧، ولعمرو بن سُمي بن كعب الليثي، وقد ينسب إلى أمه شعوب الخزاعية في كتاب "من نسب إلى أمه لابن حبيب" ٤٩، وبلا نسبة في "تفسير غريب القرآن" ص١٧٠، و"اشتقاق أسماء الله" للزجاجي ص ٢١٥، و"تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٤٢، و"أمالي ابن الشجري" ٢/ ٢٤ - ٢٨، و"اللسان" ٤/ ٢٠٧٧ (سلم).
(٦) السلام اسم من أسماء الله تعالى مأخوذ من السلامة، فهو سبحانه السالم من كل ما ينافي كماله ومن مماثلة أحد من خلقه. انظر: "الأسماء والصفات" للبيهقي ص ٥٣، و"المقصد الأسنى" للغزالي ص ٦٧، و"شرح أسماء الله" للرازي ص ١٨٧
(٧) "الزاهر" ١/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>