للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غُرْفة وغُرَف وزُلْفَة وزُلَف. وأما الصور: القرن فهو واحد لا يجوز أن يقال: واحدتها صورَة، وإنما تَجمع صورة الإنسان صورًا لأن واحدته لسبقت جمعه) (١).

قال الأزهري: (قد احتج أبو الهيثم فأحسن الاحتجاج، ولا يجوز عندي غير ما ذهب إليه، وهو قول أهل السنة والجماعة، والدليل على صحة ما قال أن الله تعالى إذا بعث الأموات ينشئهم كيف شاء، ومن ادعى أنه يصورهم ثم ينفخ فيهم فعليه البيان) (٢)، انتهى كلامه.

وقد ذكرنا من كلام أبي الهيثم مثل ما ذكرها هنا في جمع السور في قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ} [البقرة: ٢٣]، واحتج أهل التفسير (٣) علَى أن المراد بالصور هاهنا القرن بقوله تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} [الزمر: ٦٨] ولم يقل: فيها، وأيضًا فإنه لا ينفخ في الصور للبعث مرتين إنما ينفخ مرة واحدة، وبما ورد في الأخبار من ذكر النفخ في القرن كقوله عليه السلام: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه" (٤)


(١) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٩٦٠، و"اللسان" ٤/ ٢٥٢٤ - ٢٥٢٥ (صور)، وذكره عن الواحدي الرازي في "تفسيره" ١٣/ ٣٣.
(٢) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٩٦٠، وهذا القول هو الظاهر عند أكثر أهل العلم. وقال الزجاجي في "اشتقاق أسماء الله" ص ٢٤٣ - ٢٤٤: (أهل اللغة على أن الصّور جمع صورة، وقيل: إنه قرن، ومذهب أهل العربية غير فاسد؛ لأنه جائز أن يُنفخ في القرن ثم يمتد النفخ بإرجاع تلك الأرواح إلى الصور فتحيا بإذن الله) ا. هـ. بتصرف.
وانظر: "تفسير الطبري" ٧/ ٢٣٩ وما بعدها، و"معاني النحاس" ٢/ ٤٤٧، وابن عطية ٥/ ٢٤٩، و"النهاية" لابن الأثير ٣/ ٦٠، والقرطبي ٧/ ٢٠، وابن كثير ٢/ ١٦٣، وكلهم رجح أنه قرن، وحكى السمرقندي ١/ ٤٩٤، إجماع المفسرين عليه.
(٣) انظر: "الإغفال" ص ١١١٣.
(٤) الحديث روي من طرق يقوي بعضها بعض عن جماعة من الصحابة عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>