للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإصباح أيضًا، قال الله تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} يعني: الصبح، وقال:

أَفْنَى رِياحًا وذَوِى رِياحِ ... تَناسُخُ الإِمْسَاءِ وَالإِصْبَاحِ (١)

يريد: المساء والصباح). الفراء مثله في الإصباح (٢)، وقال الزجاج: (الإصباح والصبح واحد) (٣). وأما التفسير، فقال كثير من أهل التفسير في قوله {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}: (شاقّ عمود الصبح عن ظلمة الليل وسواده) (٤)، ولا أدري كيف قالوا هذا؛ فإن الليل يشق عن عمود الصبح لا الصبح عن الليل (٥).


= و"الصحاح" ١/ ٣٧٩، و"مقاييس اللغة" ٣/ ٣٢٨، و"المجمل" ٢/ ٥٤٨، و"المفردات" ص ٤٧٣ مادة (صبح).
(١) لم أعرف قائله. وهو في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٩٦٩، و"الكشاف" ٢/ ٣٧، والرازي ١٣/ ٩٨، و"اللسان" ٤/ ٢٣٨٨ مادة (صبح)، (البحر) ٤/ ١٨٥، و"الدر المصون" ٥/ ٥٩، والإمساء والإصباح بالكسر مصدر، وبالفتح جمع مُسى وصُبْح، وجاء عند الأزهري (رباحًا، ورباح) بالباء بدل الياء.
(٢) هذه عبارة الأزهري في "التهذيب" ٢/ ١٩٦٩، وقال الفراء في "معانيه"١/ ٣٤٦: (والإصباح مصدر أصبحنا إصباحًا، والإصباح صُبح كل يوم بمجموع) ا. هـ.
ونحوه ذكر الأخفش في "معانيه" ٢/ ٢٨٢.
(٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧٤.
(٤) هذا قول الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٨٢، والثعلبي في "الكشف" ١٨١ ب، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٧٠، وانظر: "تفسير ابن عطية" ٥/ ٢٩٥، والبيضاوي ١/ ١٤٥.
(٥) قال الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٣٨: (فإن قلت: فما معنى فلق الصبح والظلمة هي التي تنفلق عن الصبح؟ قلت: فيه وجهان: أحدهما: أن يراد فالق ظلمة الصبح، يعني: أنه على حذف مضاف. والثاني: أن يراد فالق الإصباح الذي هو عمود الفجر عن بياض النهار وإسفاره ..) ا. هـ. ملخصا. وانظر: "تفسير الرازي" ١٣/ ٩٨ , و"الخازن" ٢/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>