للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وأما] (١) ابن عباس (٢) والمحققون (٣) قالوا: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} أي: خالق الإصباح كل يوم جديد).

وقال الكلبي: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}: خالق الصباح كل يوم) (٤).

وقال أبو إسحاق: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}: (جائز أن يكون خالق الإصباح، وجائز أن يكون معناه: سياق الإصباح، وهو راجع إلى معنى خالق) (٥)، وقال في سورة الفلق: (الفلق الخلق، وإذا تأملت الخلق تبين لك أن أكثره عن انفلاق) (٦)، وقد ذكرنا هذا المعنى في قوله تعالى: {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [الأنعام:٩٥].

وقال الليث: (الله تعالى فلق الصبح، أي: أبدأه وأوضحه) (٧)، فعلى


(١) لفظ: (الواو) ساقط من (أ)، ولفظ: (قالوا) بعده الأولى أن يكون فقالوا.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٨٣، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٥٤ بسند ضعيف عن العوفي عن ابن عباس قال: (خلق الليل والنهار) ا. هـ، وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند جيد عن ابن عباس قال: (يعني: بالإصباح ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل) ا. هـ
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٨٣ بسند ضعيف عن الضحاك. وبه قال مقاتل في "تفسيره" ١/ ٥٨٠، والسمرقندي ١/ ٥٠٢، وانظر: "الفتاوى" ١٧/ ٥٠٥، وقال السمين في "الدر" ٥/ ٥٧: (فسر بعضهم فالق هنا بمعنى: خالق. قيل: ولا يعرف هذا لغة، وهذا لا يتلفت إليه؛ لأن هذا منقول عن ابن عباس والضحاك، أيضاً لا يقال ذلك على جهة التفسير للتقريب؛ لأن الفراء نقل في اللغة أن فطر وخلق وفلق بمعنى واحد) ا. هـ، وانظر: "البحر المحيط" ٤/ ١٨٤.
(٤) "تنوير المقباس " ٢/ ٤٥.
(٥) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧٤.
(٦) "معاني الزجاج" ٥/ ٣٧٩.
(٧) النص في "العين" ٥/ ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>