للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا} دخلت الكاف على محذوف تقديره: فلا يؤمنون {كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} يعني: أول مرة أتتهم الآيات، مثل انشقاق القمر، وغيره من الآيات، والتقدير: فلا يؤمنون ثاني مرة بما طلبوا من الآيات؛ كما لم يؤمنوا أول مرة، وهذا معنى قول ابن زيد (١) ومجاهد (٢) والكلبي (٣).

والكناية في (به) يجوز أن تعود على القرآن، وعلى محمد، ويجوز أن تعود على ما طلبوا من الآيات (٤) وقال بعضهم: معنى الكاف في قوله


= سلمة، أخرجه أحمد في "المسند" ٢/ ١٧٣ ص ١٦٨ و٣/ ١١٢ و١٥٧ و٤/ ١٨٢ و٦/ ٣١٥، وابن ماجه ١/ ٧٢، رقم ١٩٩ و٢/ ١٢٦٠، رقم ٣٨٣٤، والترمذي وحسنه ٤/ ٤٤٨، رقم ٢١٤٠ و٥/ ٥٣٨، رقم ٣٥٢٢، وابن أبي عاصم في "السنة" ١/ ٩٨ - ١٠٤، والآجري في "الشريعة" ص ٢٦٣، ٢٦٤، و"الحاكم" وصححه ٢/ ٢٨٩ و٤/ ٣٢١، وصحح أكثر طرقه الألباني في تعليقه على "السنة". وانظر: "مجمع الزوائد" ٧/ ٢١٠، وأخرج مسلم ٣/ ٢٠٤٥، رقم ٢٦٥٤، عن عبد الله بن عمرو قال: (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد يصرفه حيث شاء"، ثم قال: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" ا. هـ
(١) أخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ٣١٤، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٦٩ بسند جيد عنه قال: (نمنعهم من ذلك كما فعلنا بهم أول مرة، وقرأ (كما لم يؤمنوا به أول مرة) ا. هـ.
(٢) أخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ٣١٤، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٦٩ بسند جيد عنه قال: (نحول بينهم وبين الإيمان ولو جاءتهم كل آية فلا يؤمنون، كما حلنا بينهم وبين الإيمان أول مرة) ا. هـ. وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٧٢.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ٢/ ٥٢.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ٧/ ٣١٥، والسمرقندي ٣/ ٣٠٦، وابن الجوزي ٣/ ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>