للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(اللام متعلقة بقوله {يُوحِي}: [الأنعام:١١٢] وتقديره: يوحي بعضهم إلى بعض [ليغروهم] (١) {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ})، والكناية في (إليه) تعود إلى {زُخْرُفَ الْقَوْلِ} (٢).

وقوله تعالى: {وَلِيَقْتَرِفُوا} يقال: اقترف أي: اكتسب (٣). الليث (٤): (اقترف ذنبًا، أي: أتاه وفعله). ابن الأنباري (٥): (قَرَف واقْتَرَف إذا كسب،


= وعلى هذا فيكون عطفًا على قوله (غرورًا) فإنه مفعول لأجله، أي: ليغروهم بهذا الوحي ولتصغى إليه أفئدة من يلقى إليه فيرضاه ويعمل بموجبه، فيكون سبحانه قد أخبر بمقصودهم من الإيحاء، وهو أربعة أمور: غرور من يوحون إليه، وإصغاء أفئدتهم إليهم، ومحبتهِم لذلك، وانفعالهم عنده بالاقتراف، وإن كان ذلك تعليلًا لجعله سبحانه {لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا} فيكون هذا الحكم من جملة الغايات والحكم المطلوبة بهذا الجعل، وهي غاية وحكمة مقصودة لغيرها؛ لأنها مفضية إلى أمور هي محبوبة مطلوبة للرب سبحانه، وفواتها يستلزم فوات ما هو أحب إليه من حصولها، وعلى التقديرين، فاللام لام التعليل والحكمة) اهـ، وانظر: "معاني الأخفش" ٢/ ٣٣، و"الزجاج" ٢/ ٢٨٤، و"إعراب النحاس" ١/ ٥٧٦، و"العسكريات" ص ١٠٠، و"كتاب الشعر" ١/ ٢٠٦، و"المحتسب" ١/ ٢٢٧، و"البيان" ١/ ٣٣٥، و"التبيان" ص ٣٥٥، و"الفريد" ٢/ ٢١٦، و"الدر المصون" ٥/ ١١٧.
(١) في (أ): (لتغروهم).
(٢) انظر: "الدر المصون" ٥/ ١١٨.
(٣) الاقتراف بسكون القاف، وكسر التاء وفتح الراء أصله قَشْرُ اللحاء والجلدة عن الجرح، ثم استعير للاكتساب حسنًا كان أو سيئًا، إلا أنه في السوء أغلب. انظر: "الجمهرة" ٢/ ٧٨٦، و"الصحاح" ٤/ ١٤١٤، و"المجمل" ٣/ ٧٤٨، و"معجم مقاييس اللغة" ٥/ ٧٣، و"المفردات" ص ٦٦٧، و"اللسان" ٦/ ٣٦٠٠، و"عمدة الحفاظ" ص ٤٥٣ مادة (قرف).
(٤) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٩٤١. وانظر: "العين" ٥/ ١٤٦.
(٥) ذكره السمين في "الدر" ٥/ ١٢٢، وفي "الزاهر" ١/ ٤٤٦، قال في معنى الآية: (أي: وليكتسبوا وليلصقوا بأنفسهم) ا. هـ. ثم أنشد البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>