للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنَّ سِيَادةَ الأَقْوَامِ فاعْلَمْ ... لَها صعَدَاءُ مَطلبُها شديدُ (١)

فكأن معنى (يصعد): يتكلف مشقة في ارتقاء صُعُدًا , ولا يكون السماء في هذا القول المظلة للأرض، ولكن المراد به الارتفاع والسمك، ويستعمل السماء في الارتفاع كما قال سيبويه: (القيدود: الطويل في غير سماء) (٢)، يريد [به] (٣) في غير ارتفاع) (٤).

وقوله تعالى: {كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: ١٢٥] قال بعض أصحاب المعاني: (وجه التشبيه في {كَذَلِكَ} أن جعله الرجس عليهم كجعله ضيق الصدر في قلوبهم) (٥) وقال الزجاج: (أي: مثل ما قصصنا عليك {يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ}) (٦).


(١) جاء في المراجع السابقة:
لَهَا صُعَداءُ مَطْلعُهَا طَوِيلُ
وفي بعضها: (وإن سياسة) بدل: (وإن سيادة).
(٢) "الكتاب" ٤/ ٣٦٥. والقيدود: بفتح القاف وسكون الياء وضم الدال: الناقة الطويلة الظهر، وأصله من قاد يَقُود. انظر: "اللسان" ٦/ ٣٥٤٤ (قدد).
(٣) لفظ: (به) ساقط من (ش).
(٤) "الحجة" لأبي علي ٣/ ٤٠٣ - ٤٠٥، ولقد أثبت العلم الحديث أن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود كلما ارتفع لنقص الأوكسجين، وهذا هو الوصف الدقيق لمعنى الآية الكريمة، فإن قلب الكافر والمنافق يضيق وينفر حين يدعى إلى الإِسلام، أو يتأمل فيه كما يضيق صدر من يصعد نحو السماء. وانظر: "تفسير ابن عاشور" ٨/ ٦٠، وكلام الصابوني في "حاشية معاني النحاس" ٢/ ٤٨٧.
(٥) انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٣١، والسمرقندي ١/ ٥١٢، والرازي ١٣/ ١٨٤.
(٦) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٩٠، وذكر قول الزجاج السمين في "الدر" ٥/ ١٤٦، وقال: (أي: فيكون مبتدأ أو خبرًا أو نعت مصدر محذوف، ذلك أن ترفع مثل وأن تنصبها بالاعتبارين عنده، والأحسن أن يقدر لها مصدر مناسب، كما قدره الناس وهو =

<<  <  ج: ص:  >  >>