للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأنعام التي في بطون الأنعام {خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا} (١)، وقال الزجاج: (جُعل معنى (ما) التأنيث؛ لأنها في معنى الجماعة كأنهم قالوا: جماعة {مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا} (٢)، وأبين من هذا كله أن يقال: (ما) عبارة عن الألبان أو الأجنة، وإذا كان عبارة عن مؤنث جاز تأنيثه على المعنى، وتذكيره على اللفظ، كما جُعل في هذه الآية فإنه أنث خبره الذي هو (خالصة) لمعناه وذُكر في قوله (ومحرم) على اللفظ (٣)، وهذا قريب مما قاله أبو إسحاق؛ لأنه جعل (ما) بمعنى الجماعة. وذكر أبو علي فيه (٤) قولين: (أحدهما: أن (خالصة) مصدر، ويكون المعنى: ما في بطون هذه الأنعام ذو خلوص. والثاني: أن يكون صفة، وأنث على المعنى لأنه كثرة، والمراد به: الأجنة والمضامين) (٥).

وقوله تعالى: {وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} يعني: النساء. قال ابن عباس: (يريدون على نسائنا) (٦).


(١) ذكره الرازي في "تفسيره" ١٣/ ٢٠٨، عن ابن الأنباري، وذكره بعضه ابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ١٣٣، وانظر: "الدر المصون" ٥/ ١٨٣.
(٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٩٤ - ٢٩٥، واختاره الأزهري في "تهذيب اللغة" ١/ ١٠٨١ (خلص).
(٣) وهذا القول هو اختيار النحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٥٨٤، ومكي في "المشكل" ١/ ٢٧٢، وابن الأنباري في "البيان" ١/ ٣٤٣.
(٤) "الحجة" لأبي علي ٦/ ٧٤، ونحوه قال ابن جني في "المحتسب" ١/ ٢٣٢ , وانظر: "أمالي ابن الشجري" ٣/ ٣١.
(٥) المضامين، بالفتح وكسر الميم: ما في بطون الحوامل من كل شيء. انظر: "اللسان" ٥/ ٢٦١١ (ضمن).
(٦) "تنوير المقباس" ٢/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>