للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بذكر الخوف (١) في قوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} [الإسراء: ٣١]، وهذا في النهي عن [الوأد] (٢) كانوا يدفنون البنات أحياء، بعضهم للغيرة، وبعضهم خوف الفقر، فضمن الله (٣) لهم الرزق. وقال: {نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء: ٣١] قال شمر: (أمْلق لازم ومتعدٍّ، يقال: أَمْلَق الرجلُ فهو مُملق إذا افتقر، فهذا لازم، وأملق الدَّهرُ ما بيده إذا أفسده، والإملاق: الإفساد) (٤).

وقال ابن شميل أيضًا: (ومنه قول أوس بن حجر:

وَلَمَّا رَأَيْتُ الْعُدْمَ قَيَّدَ نَائِلي ... وَأَمْلَقَ ما عِندي خُطُوبٌ تَنَبَّلُ (٥)

[أي: تذهب بالمال تَنَبلَّتْ بما عندي، أي: ذهبت به (٦)].


(١) قال في الأنعام: {مِنْ إِمْلَاقٍ} لأنه فقر واقع. وفي الإسراء: {خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}؛ لأنه فقر متوقع. انظر: "ملاك التأويل" ١/ ٣٥٣، و"فتح الرحمن" ص ١٨١.
(٢) في (ش): (الولد)، وهو تحريف.
(٣) لفظ: (الله) ساقط من (أ).
(٤) "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٤٤٨، والظاهر من إيراد الأزهري أن البيت من كلام شمر وليس من كلام ابن شميل، وأيضًا قوله: (والإملاق: الإفساد) من قول ابن شميل، وانظر: في معنى الإملاق، و"إصلاح المنطق" ص ٤٦، ٢٧٥، و"الجمهرة" ٢/ ٩٧٥، و"الصحاح" ٤/ ١٥٥٦، و"المجمل" ٣/ ٨٤٠، و"اللسان" ٧/ ٤٢٦٥ (ملق).
(٥) "ديوانه" ص ٩٤، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٤٤٨، و"اللسان" ٧/ ٤٢٦٥ مادة (ملق)، و"الدر المصون" ٥/ ٢١٨، والعُدْم -بضم فسكون-: فقدان الشيء وذهابه، والفقر، وغلب على فقد المال وقلته. انظر: "اللسان" ٥/ ٢٨٤٨ مادة (عدم)، والخطوب: بالضم جمع خطب بفتح فسكون، وهو الشأن والأمر. انظر: "اللسان" ٢/ ١١٩٤ (خطب)، وتنبل: بالفتح تأخذ الأنبل. انظر: "اللسان" ٧/ ٤٣٣٠ (نبل).
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، وملحق بالهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>