للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأجمل الزجاج كل هذا فقال: (أي: لا تصعد أرواحهم ولا أعمالهم إلى السماء؛ لأن أعمال المؤمنين وأرواحهم تصعد إلى السماء) (١).

وقوله تعالى: {وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}؛ الولوج معناه: الدخول، والإيلاج: الإدخال (٢)، وسئل ابن مسعود عن الجمل فقال: (الجمل: زوج الناقة) (٣).


(١) "معاني القرآن" ٢/ ٣٣٧، وهذا القول هو الظاهر واختيار جمهور المفسرين ومنهم الطبري ٨/ ١٧٦، وابن عطية ٥/ ٥٠٢، وابن كثير ٢/ ٢٣٨، ولا مانع من حمل الآية على ما يعم الأرواح والدعاء والأعمال ولا ينافيه ورود ما ورد من أنها لا تفتح أبواب السماء لواحد من هذه فإن ذلك لا يدل على فتحها لغيره مما يدخل تحت عموم الآية، أفاده الشوكاني في "فتح القدير" ٢/ ٢٩٩، وانظر: "معاني النحاس" ٣/ ٣٤، و"تفسير القرطبي" ٧/ ٢٠٦، و"بدائع التفسير" ٢/ ٢١٢.
(٢) انظر: "الجمهرة" ١/ ٤٩٣، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٩٤٩، و"الصحاح" ١/ ٣٤٧، و"المجمل" ٤/ ٩٣٧، و"المفردات" ص ٨٨٢، و"اللسان" ٨/ ٤٩١٣ (ولج).
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٢٩، والطبري ٨/ ١٧٨، من عدة طرق جيدة إلا أنه مرسل؛ لأنه من طريق إبراهيم النخعي ومجاهد وهما لم يسمعا من ابن مسعود، انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم ص ٩ وص ٢٠٥، والأثر ذكره السيوطي في "الدر" ٥/ ١٥٧: (وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ والطبراني في "الكبير") وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ٢٣ وقال: (رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح إلا أن إبراهيم النخعي لم يدرك ابن مسعود والأخرى ضعيفة) اهـ.
(والجمل) -بالفتح وتخفيف الميم-: معروف وهو زوج الناقة وهو الظاهر وقول جمهور المفسرين وذكر أثر ابن مسعود الزجاج في "معانيه" ٢/ ٣٣٨، والنحاس في "معانيه" ٣/ ٣٥ وقالا: (كأنه استجهل من سأله عما يعرفه الناس جميعًا).
وانظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٧٩، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٥٤٠، و"تفسير الماوردي" ٢/ ٢٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>