للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن الياء محذوفة في المصحف) (١) انتهى كلامه.

والذي ذهب إليه أبو إسحاق هو أن التنوين في (غواشي) إنما هو بدل من الحركة الملقاة لثقلها عن الياء، فلما جاء التنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين هي والتنوين، كما حذف من المنصرف في نحو: قاضٍ وغازٍ ومتقٍ (٢) ومتعالٍ، وهذا غير مرضي ولا سائغ في القياس، وقد ترك قول سيبويه والخليل، وخالفهما إلى خلاف الصواب (٣).

قال أبو علي: (الدليل على أن الحذف لغير التقاء الساكنين أنه لو كان لذلك (٤) لم يجب الحذف؛ ألا ترى أن الساكن [الأول هو الياء ولو ثبتت لم يلحق الساكن] (٥) الثاني لتعاقبهما كما لم يلحق (مساجد) (٦) ونحوه مما يكون من هذا الجمع، فقراءة الناس {غَوَاشٍ} بالتنوين دلالة على أن الياء لم تحذف لالتقاء الساكنين؛ إذ الساكن الأول لو ثبت لم يجتمع معه الساكن الثاني.

وحكاية أبي إسحاق في قوله: (زعم سيبويه والخليل أن النون عوض من الياء) هذا لعمري صحيح عليه نص سيبويه، إلا أن ما ذكر بعد من قوله: فإذا ذهبت الضمة أدخلت النون عوضًا منها فالقول أن النون عوض من ذهاب الضمة خلاف قول سيبويه، ألا ترى أنه قد نص على أنه عوض من


(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٣٨ - ٣٣٩، و"الإغفال" ص ٧٧٨ - ٧٧٩، وفيهما بعد قوله: (في المصحف "الكتاب" على الوقف) أهـ.
(٢) النص من "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥١٢، وفيه: (قاضٍ وغازٍ ومشترٍ ومتعالٍ).
(٣) هذا نص كلام ابن جني في "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥١٢ - ٥١٣.
(٤) في (ب): (كذلك).
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٦) في (أ): (مساجده)، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>