للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الياء كما حكاه أبو إسحاق أولاً عنه، ولو كان النون عوضًا من الضمة لكان جديرًا أن يلحق الفعل أيضًا، ألا ترى أن الأفعال قد حذفت الضمة من لاماتها، وقوله: (كأن سيبويه ذهب إلى أن (١) النون عوض من ذهاب حركة الياء) تقدير لا وجه له مع ما حكيناه من نصه على أنه بدل من الياء، وقوله: (والياء سقطت لسكونها وسكون النون) قول لا يذهب إليه أحد، وإن (٢) أضافه إلى سيبويه فخطأ، وإن ذهب هو إليه (٣) ففاسد، لما ذكرنا أن الساكن الأول إذا ثبت عاقب الساكن الثاني، ولم يكن للتنوين مدخل في الكلمة، فأما ما نسبه من التفسير الذي ذكره إلى أصحاب سيبويه (٤)، فإني لم أعلم أحدًا فسر هذا التفسير، فإن فسره مفسر كان خلاف مذهبه) (٥).

وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}. قال ابن عباس: (يريد: الذين أشركوا بالله واتخذوا من دونه إلهًا) (٦).


(١) لفظ: (أن) ساقط من (أ).
(٢) في (أ): (فإن).
(٣) في (ب): تكرار قوله: (أحد وإن أضافه إلى سيبويه فخطأ، وإن ذهب إليه).
(٤) وكذلك قال النحاس في "إعرابه" ١/ ٦١٢: (التنوين عند سيبويه عوض عن الياء وعن أصحابه عوض من الحركة) اهـ.
(٥) "الإغفال" ص ٧٨١ - ٧٨٨، وانظر: "معاني الأخفش" ٢/ ٢٩٨، و"المشكل" ١/ ٢٩١، و"غرائب الكرماني" ١/ ٤٠٣، و"البيان" ١/ ٣٦١، و"التبيان" ص ٣٧٥، و"الفريد" ٢/ ٣٠١، و"الدر المصون" ٥/ ٣٢٢.
(٦) "تنوير المقباس" ٢/ ٩٥، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٨٠، والرازي في "تفسيره" ١٤/ ٧٨.
وذكر ابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ١٩٩ عن ابن عباس أنه قال: (الظالمون هاهنا الكافرون) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>