للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو إسحاق: (وفي بعض اللغات (نَعِم) في معنى (نَعَم)، موقوفة الآخر لأنها حرف جاء لمعنى) (١).

[وقوله: {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ}؛ معنى التأذين في اللغة (٢): النداء، والتصويت] (٣) بالإعلام، والأذان للصلاة إعلام بها، وبوقتها (٤)، وقالوا في معنى: {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ} (٥) نادى منادٍ نداء أسمع الفريقين (٦). قال ابن عباس: (وذلك المؤذن من الملائكة وهو صاحب الصور) (٧).

وقوله تعالى: {بَيْنَهُمْ}، قال أبو علي: (يحتمل أمرين (٨)؛ الأحسن فيه أن يكون ظرفًا لـ (مؤذن) كما تقول: أعْلَمَ وسْطَهُمْ معلم، ولا تُجعل صفة للنكرة؛ لأن اسم الفاعل إذا أُعمل عمل الفعل لم يوصف كما لا يُصغّر؛ لأن الصفة تخصيص، والفعل وما أُجري مجراه لا يلحقه تخصيص،


(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤٠.
(٢) انظر: "العين" ٨/ ١٩٩، و"تهذيب اللغة" ١/ ١٤٠، و"الصحاح" ٥/ ٢٠٦٨، و"المجمل" ١/ ٩١، و"مقاييس اللغة" ١/ ٧٥، و"المفردات" ص ٧٠، و"اللسان" ١/ ٥٢ (أذن).
وقال سيبويه في "الكتاب" ٤/ ٦٢: (آذنت: أعلمت، وأذَّنْتُ النداء والتصويت بإعلان) اهـ. انظر: "الحجة" لأبي علي ٤/ ٢٣، و"الزاهر" ١/ ٢٩.
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٤) هذا قول الأزهري في "تهذيب اللغة" ١/ ١٤٠ (أذن).
(٥) جاء في الأصول: {أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ} بدون فاء، وفي سورة يوسف الآية ٧٠: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} وانظر: "تفسير الرازي" ١٤/ ٨٥.
(٦) انظر: "تفسير غريب القرآن" ص ١٧٧، والطبري ٨/ ١٨٧، والسمرقندي ١/ ٥٤٢.
(٧) ذكره الرازي في "تفسيره" ١٤/ ٨٥، وقال الخازن ٢/ ٢٣١: (وهذا المنادي من الملائكة، وقيل: إنه إسرافيل صاحب الصور، ذكره الواحدي) اهـ.
(٨) في (أ): (يحتمل لأمرين أحسن فيه).

<<  <  ج: ص:  >  >>