للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ترتيب، أدل على عالم مدبر يصرفه على اختياره ويجريه على مشيئته) وقيل: (أراد بذلك زيادة البصيرة للملائكة في يقينهم (١) لما يشاهدونه من ظهور شيء وإنشاء خلق بعد خلق) (٢).

وقال أبو بكر بن الأنباري: (إن الله (٣) خلق السموات والأرض والليل والنهار تكرمة لآدم وذريته، وقد بيّن هذا في قوله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} الآية [البقرة: ٢٢]، وفي قوله: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [القصص: ٧٣]، فلما كان خلق هذه الأشياء تكرمة لآدم وولده، وكانت الأيام سبعة أوقع في كل يوم منها ضربًا من التكرمة نبه به الملائكة على عظم شأن آدم وولده عنده، وكان خلق السموات والأرض في ستة أيام عن غير عجز من الله عز وجل أن يكون في لمحة، ولكنه تعالى أراد أن يوقع في كل يوم منها أمرًا من خلقه تستعظمه الملائكة وجميع المشاهدين له) (٤)، وهذا معنى قول مجاهد: (إن ذلك رُتِّب على الأيام: الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، فاجتمع الخلق فيه) (٥).


(١) في (ب): (في نفسهم).
(٢) ذكر هذه الأوجه الماوردي ٢/ ٢٣٠، وابن الجوزي ٣/ ٢١٢، والرازي ١٤/ ١١٨ و"الخازن" ٢/ ٢٣٧، وقال النحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٦١٧: (لأنه علم أن ذلك أصلح ليظهر قدرته للملائكة شيئاً بعد شيء) اهـ.
(٣) في (ب): (الله تعالى).
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٩١، وابن الجوزي ٣/ ٢١٢ مختصرًا.
(٥) أخرجه الطبري ٨/ ٢٠٥، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٢/ ٢٤٣ بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>