للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إياك) في موضع التحذير لما فيه من تأويل الاختصاص، فقالوا: إياك والأسد، أي: احفظ نفسك واحذر الأسد، ومنه قول الشاعر:

فإياك والأمر الذي إن توسعت ... موارده ضاقت عليك المصادر (١)

وربما قالوا: إياك الأسد، بلا (واو)، قال (٢) الشاعر:

عليك القصد فاقصده برفق ... وإياك المحاين أن تحينا (٣)

فمن حذف (الواو)، فمعناه احذر على نفسك الأسد، وصن (٤) نفسك منه. وهذا الضمير (٥) يستعمل مقدما ولا يستعمل مؤخرا، إلى أن يفصل بينه وبين الفعل، فيقال: ما عنيت إلا إياك.

قال أبو بكر (٦): وقوله: {إِيَّاكَ} بعد (٧) قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (٨)


(١) ينسب البيت للطفيل الغنوي، وهو في (ديوانه) ص ١٠٢، قال المحقق: وهو قريب من شعر الطفيل، وينسب لمضرس بن ربعي الفقعسي، وكل المصادر روت البيت (فهياك) بدل (فإياك) وهو الشاهد عندهم حيث أبدل الهمزة هاء. ورد البيت في "المحتسب" ١/ ٤٠، ("الإنصاف") ١/ ٢١٥، "ديوان الطفيل الغنوي" ص ١٠٢، "اللسان" (هيا) ٨/ ٤٧٤٣، "الكشاف" ١/ ٦٢، والقرطبي ١/ ١٢٧.
(٢) في (ب): (وقال).
(٣) أنشد الفراء شطره الثاني ولم ينسبه "معاني القرآن" ١/ ١٦٦، وكذا المزني في "معاني الحروف" ص ١٠٢، وابن قتيبة في (أدب الكاتب) ص ٣٢٢ وشطره الأول عنده:
ألا أبلغ أبا عمرو رسولا
وقوله: المحاين: المهالك، تحين: تهلك أو يأتي حينها ووقتها.
(٤) في (ج): (أوصن).
(٥) أي ضمير (إيا).
(٦) ابن الأنباري، انظر: "زاد المسير" ١/ ١٤.
(٧) في (ب): (إياك نعبد قوله) وفي (ج) سقطت (بعد).
(٨) في (ب): (مالك).

<<  <  ج: ص:  >  >>