للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الفاتحة: ٤] رجوع من الغيبة إلى الخطاب، والعرب تفعل ذلك كثيرًا، وهو نوع من البلاغة والتصرف في الكلام (١)، ومثله قوله: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: ٢١] ثم قال: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً} [الإنسان: ٢٢] وقال الأعشى:

عنده البر والتقى وأسا الصد ... ع وحمل لمضلع الأثقال

ووفاء (٢) إذا أجرت فما غر ... ت حبال وصلتها بحبال (٣)

وأنشد أبو عبيدة (٤):

يا لهف نفسي كان جدة خالد ... وبياض وجهك للتراب الأعفر (٥)

وقال كثير (٦):


(١) انظر: "زاد المسير" ١/ ١٤، "مجاز القرآن" ١/ ٢٣، والطبري ١/ ٦٧، وابن عطية ١/ ١٠٤، "الكشاف" ١/ ٦٢، والرازي ١/ ٢٥٢.
(٢) في (ج): (ووحاء).
(٣) البيتان من قصيدة للأعشى يمدح الأسود بن المنذر، وليس البيتان متواليين في القصيدة، وإنما بينهما أبيات، وفي "الديوان" ورد (الحزم) بدل (البر) و (الصرع) بدل (الصدع). قوله: (التقي) أي: الحذر، (أسا): دواء. انظر: "الديوان" ص ١٦٦ - ١٦٧، ولم أجدهما في غيره.
(٤) انظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢٤.
(٥) البيت لأبي كبير الهذلي، يرثي صديقا له اسمه خالد (جدة) يعني: شبابه، (الأعفر) يقول: دفن في أرض ترابها أعفر: أي: أبيض. ورد البيت في "مجاز القرآن" ١/ ٢٤، "شرح أشعار الهذليين" للسكري ٣/ ١٠٨١، والطبري ١/ ٦٧، "أمالي ابن الشجري" ١/ ١١٧، وابن عطية ١/ ١٠٤.
(٦) هو كثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة من خزاعة، كان أحد العشاق المشهورين، وصاحبته (عزة) وهي من ضمرة، وإليها ينسب، كان كثير رافضيا توفي في اليوم الذي توفي فيه عكرمة مولى ابن عباس. انظر ترجمته في: "الشعر والشعراء" ص ٣٣٤، "طبقات فحول الشعراء" ٢/ ٥٣٤، "الخزانة" ٥/ ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>