للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لتحذروا أن تكونوا منهم، وهي (١) تتضمن وعيدًا وتهديدًا لمن خالف أمر الله، كما تقول لمن تخاطبه: سأريك غدًا إلى ما يصير حال من خالف أمري (٢).

وقال قتادة: (سأدخلكم الشام فأريكم (٣) منازل الكافرين الذين كانوا سكانها من الجبابرة والعمالقة، أي: لتعتبروا بها، وما صاروا إليه من النكال فيها) (٤). وهذا معنى قول الكلبي: {دَارَ الْفَاسِقِينَ} ما مروا عليه إذا سافروا من منازل عاد وثمود والقرون الذين أهلكوا) (٥).


= متصلة بما قبلها، فهي من تمامها، وأولى الأمور أن يختم الأمر بالعمل بالوعيد على من ضيعه.
وقال ابن كثير: (هذا أولى والله أعلم لأن هذا كان بعد إنفصال موسى وقومه عن مصر وهو خطاب لبني إسرائيل قبل دخولهم التيه والله أعلم) اهـ.
(١) في (ب): (وهو).
(٢) هذا قول الطبري ٩/ ٥٩.
(٣) في (ب): (وأيكم).
(٤) ذكره الثعلبي ١٩٧ ب، والماوردي ٢/ ٢٦١، والواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٤١، والبغوي ٣/ ٢٨٢، وابن عطية ٦/ ٧٧، وأخرج عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٣٦، والطبري ٩/ ٥٩، وابن أبي حاتم ٥/ ١٥٦٦ من طرق جيدة عن قتادة قال: (منازلهم) اهـ. وقال ابن الصلاح في "علوم الحديث" ص ٢٨١: (بلغنا عن أبي زرعة الرازي أن يحيى بن سلام المفسر حدث عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله: {دَارَ الْفَاسِقِينَ} قال: مصر، واستعظم أبو زرعة هذا واستقبحه وذكر أنه في تفسير سعيد عن قتادة: مصيرهم) اهـ.
(٥) ذكره الثعلبي ١٩٧ ب، والبغوي ٣/ ٢٨٢، وابن عطية ٦/ ٧٧، والرازي ١٤/ ٢٣٨، والخازن ٢/ ٢٨٩، وذهب الزمخشري في "تفسيره" ٢/ ١١٧، وابن عطية ٦/ ٧٧، والقرطبي ٧/ ٢٨٢ إلى أن المراد: منازل القرون الذين أهلكوا ومنها مصر دار فرعون وقومه، ويمكن الجمع بين القولين بأن الآية تضمنت الوعد للمؤمنين بدخول الأرض الموعودة ومنازل القرون الماضية والوعيد للفاسقين بهلاكهم ودخولهم جهنم. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>