للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيث كانوا أفضل من معبوديهم بما خلق الله لهم من هذه الجوارح التي لم يخلقها لمعبوديهم) (١).

وقوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ}. قال ابن عباس (٢): (يريد: الذين تعبدون (٣) من دون الله، {ثُمَّ كِيدُونِ} أنتم وشركاؤكم)، وهذا يتصل بما قبله اتصال استكمال الحجة عليهم؛ لأنهم لما فزعوا بعبادة من لا يملك ضرًا ولا نفعًا، قيل لمحمد: قل لهم معبودي يملك الضر والنفع فلو اجتهدتم في كيدي لم تصلوا إلى ضري لدفعه عني.

قال الحسن (٤): (إنهم كانوا يخوفونه بآلهتهم فقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ})، واختلفوا في إثبات الياء (٥) في {كِيدُونِ} وحذفها، فقرءوا بالوجهين، ومثله: {فَلَا تُنْظِرُونِ}، والقول في ذلك أن الفواصل وما أشبه الفواصل من الكلام التام تجري مجرى القوافي


(١) انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ١٥١، والسمرقندي ١/ ٥٨٩، والماوردي ٢/ ٢٨٧، والبغوي ٣/ ٣١٥، وابن عطية ٦/ ١٨٠، والرازي ١٥/ ٩٢ - ٩٣، وقال ابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ٣٠٦: (في الآية تنبيه على تفضيل العابدين على المعبودين وتوبيخ لهم حيث عبدوا من هم أفضل منه) اهـ.
(٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٦ بلا نسبة.
(٣) في (أ): (تدعون).
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٨٦، وابن الجوزي ٣/ ٣٠٦، والرازي ١٥/ ٩٣، والخازن ٢/ ٣٢٧.
(٥) قرأ أبو عمرو (ثُمَّ كِيدُونِي) بإثبات الياء وصلًا وحذفها وقفًا وهي رواية عن ابن عامر ونافع، وقرأ ابن عامر في رواية بإثبات الياء في الوصل والوقف، وحذفيها الباقون في الحالين، وقرأ يعقوب وحده: (فَلَا تُنظِرُونِي) بإثبات الياء في الوصل والوقف، وحذفها الباقون في الحالين، انظر: "السبعة" ص ٢٩٩، و"المبسوط" ص ١٨٨, و"التذكرة" ٢/ ٤٣٢، و"التيسير" ص ١١٥، و"النشر" ٢/ ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>