للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أهل المعاني: (يطولون لهم الإغواء حتى يستمروا عليه) (١)، وذكرنا معنى المدّ في قوله: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: ١٥] واختلف القراء (٢) في قوله: {يَمُدُّونَهُمْ} فقرءوا من المدّ والإمداد جميعًا، وعامة ما جاء في التنزيل مما يحمد ويستحب أمددت على أفعلت كقوله: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ} [الطور: ٢٢]. وقوله: {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} [النمل: ٣٦] وما كان خلافه يجيء على مددت قال: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: ١٥]، فالوجه هاهنا قراءة العامة وهو فتح الياء ومن ضم الياء استعمل ما هو للخير في ضده كقوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: ٢١]، وقوله: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: ١٠] (٣).

وقوله تعالى: {ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ}، قال الليث: (الإقصار الكف عن الشيء) (٤). وقال أبو زيد: (أقصر فلان عن الشيء يقصر إقصارًا إذا كف عنه وانتهى) (٥).


(١) هذا قول ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ص ١٨٧، الثعلبي ٦/ ٣٣ ب، ومكي في "تفسير المشكل" ص ٨٩، وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢٣٧، و"غريب القرآن" ص ١٥٦، و"معاني النحاس" ٣/ ١٢١.
(٢) قرأ نافع {يَمُدُّونَهُمْ} بضم الياء وكسر الميم من أمدَّ، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الميم من مدَّ، انظر: "السبعة" ص ٣٠١، و"المبسوط" ص ١٨٨، و"التذكرة" ٢/ ٣٤٠، و"التيسير" ص ١١٥، و"النشر" ٢/ ٢٧٥.
(٣) ما تقدم هو قول أبي علي في "الحجة" ٤/ ١٢٢ - ١٢٣، وانظر: "إعراب النحاس" ١/ ٦٦١، و"معاني القراءات" ١/ ٤٣٤، و"الحجة" لابن زنجلة ص ٣٠٦، و"الكشف" ١/ ٤٨٧.
(٤) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٩٧٢: وانظر: "العين" ٥/ ٥٧ (قصر).
(٥) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٩٧٢: وانظر: "الجمهرة" ٢/ ٧٤٢، و"الصحاح" ٢/ ٧٩٢، و"المجمل" ٣/ ٧٥٦، و"مقاييس اللغة" ٥/ ٩٦، و"المفردات" ص ٦٧٢، و"اللسان" ٦/ ٣٦٤٥ (قصر).

<<  <  ج: ص:  >  >>