للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يريد أن معرفته بالله أقوى وإلا فكان غيره من الصحابة يصدق الرسول كما يصدق هو.

الوجه الثاني في زيادة التصديق: أنهم يصدقون بكل ما يتلى عليهم من عند الله، يصدقون بالأول والثاني والثالث، وكل ما يأتي من عند الله؛ فيزيد تصديقهم؛ لأن من صدق إنسانًا في شيئين كان تصديقه له أكثر من تصديق من صدقه في شيء واحد، وهذا معنى قول أبي إسحاق (١)، يدل على صحة هذا قول مقاتل: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}: تصديقًا مع تصديقهم (٢) بما أنزل عليهم من قبل ذلك من القرآن (٣).

فعلى هذا ما من آية استأنفوا بها تصديقًا إلا ازدادوا إيمانا.

وقوله تعالى: {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}. قال ابن عباس: يريد بالله يثقون، لا يرجون غيره (٤).

٤ - قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} الإشارة في قوله (أولئك) إلى من وصف بالأوصاف التي تقدمت.

قال ابن عباس: يقول: (برئوا من الكفر) (٥)، وقال الكلبي: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ} صدقًا منهم لأنه لم يكن يوم بدر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا الصادق في إيمانه (٦).


(١) يعني الزجاج. انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٠١.
(٢) في "تفسير مقاتل": تصديقًا مع إيمانهم مع تصديقهم ... إلخ.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل بن سليمان" ١١٨ أ.
(٤) رواه مختصرًا ابن جرير ٩/ ١٧٩، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٥٦ أ.
(٥) رواه ابن جرير ٩/ ١٨٠، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٥٧ ب.
(٦) في "تنوير المقباس" ص١٧٧ عن الكلبي عن ابن عباس: صدقًا يقينًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>