وللعلماء قاعدة عظيمة في أصول التفسير وهي: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولذا قال ابن جرير ١٣/ ٤٤٠: نزلت في أهل بدر، وحكمها ثابت في جميع المؤمنين، ومما يؤكد ذلك ما رواه البخاري في "صحيحه" كتاب الوصايا، باب: قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى} الآية، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اجتنبوا السبع الموبقات"، وذكر منهن: التولي يوم الزحف. (١) رواه بلفظ مقارب ابن جرير ١٣/ ٤٣٧، ورواه مختصرا أبو داود في "سننه" (٢٦٤٦) كتاب الجهاد، باب: في التولي يوم الزحف، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. (٢) هذا معنى أثر عن ابن عباس من رواية الوالبي، انظر: "تفسير ابن جرير" ٩/ ٢٠٣، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٣٧٧، وانظر: صحيفة علي بن أبي طلحة ص ٢٣٩. وقول ابن عباس هذا مقيد بقول الله تعالى: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}. وبقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من فر من ثلاثة فلم يفر، ومن فر من اثين فقد فر". رواه الطبراني في "المعجم الكبير" ١١/ ٩٣ (١١١٥١)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٥/ ٣٢٨: رواه الطبراني ورجاله ثقات. اهـ. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" ٥/ ٢٢٦ (١٠٠١) موقوفًا على ابن عباس.