للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما حكم الآية: فالمتحرف عن جانب إلى جانب لمكايد القتال غير منهزم، وأما المتحيز، فهو الذي ينهزم [من العدو] (١) وينوي التحيز إلى فئة من المسلمين ليستعين بهم، أو يستمد ويعود إلى القتال فهذا أيضًا مستثنى من الوعيد، وسواء كانت الفئة قريبة أو بعيدة عنه جاز له التحيز إذا نوى العود والاستعانة قلّ العدو أو كثر (٢)، روى جرير (٣)، عن منصور، عن إبراهيم قال: انهزم رجل من القادسية فأتى المدينة إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين هلكت؛ فررت من الزحف، فقال عمر: أنا فئتك (٤)، وقال أيضًا: أنا فئة كل مسلم (٥).


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ح).
(٢) هكذا يرى الواحدي جواز الفرار من الزحف إذا نوى العودة دون قيد آخر، وهذا مذهب جمهور العلماء.
انظر: "تفسير ابن جرير" ٩/ ٢٠١، و"أحكام القرآن" للهراسي ٣/ ١٥٤، و"الثمر الداني شرح رسالة أبي زيد القيرواني" ص ٤١٣، و"المغني" ١٣/ ١٨٧، وبعض العلماء يرى أن الجيش إذا بلغ اثنى عشر ألفاً فليس لهم أن يفروا من عدوهم، وإن كثر عددهم، ما لم يغلب على ظنهم استئصال العدو لهم.
انظر: "زاد المسير" ٣/ ٣٣٢، و"أحكام القرآن" للهراسي ٣/ ١٥٤، و"تفسير القرطبي" ٧/ ٣٨٢.
(٣) جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو عبد الله الرازي القاضي، ولد بأصبهان ونشأ في الكوفة ونزل بالري، كان ثقة محدثًا ناشرًا للعلم، يرحل إليه، مات سنة ١٨٨ هـ.
انظر: "سير أعلام النبلاء" ٩/ ٩، و"تهذيب التهذيب" ١/ ٢٩٧، و"تقريب التهذيب" ص ١٣٩ (٩١٦).
(٤) رواه الثعلبي في "تفسيره" ٦/ ٤٧ أ.
(٥) رواه الصنعاني في "المصنف" ٥/ ٢٥٢، وابن جرير ٩/ ٢٠٣، والثعلبي ٦/ ٤٧ أ، والبغوي ٣/ ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>