للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تحلله وتعلله، فلما قلبت الدال الثانية من (تصدده) تخفيفًا اختلف اللفظان (١)؛ فبطل الإدغام (٢).

قال (٣): ويمكن أن تكون (التصدية) مصدرًا من (صدّ) إذا منع، من قوله (٤):

صددت الكأس عنا أم عمرو

بني الفعل منه على (فعّل) للتكثير على حد: {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} (٥)، والمصدر من (فعّل) على (تفعيل) و (تفْعلة) إلا أن (تفعلة) في هذا كالمرفوض في (٦) مصدر التضعيف كأنهم عدلوا عنه إلى (التفعيل) نحو: التحقيق، والتشديد، والتخفيف، لما يكون فيه من الفصل بين المثلين في الحرف الذي بينهما، كما لم يجعلوا شديدة في النسب، كحنيفة وفريضة، وكما لم يجعلوا شديدًا وشحيحًا كفقيه وعليم في الجمع لما كان يلتقي من (٧) التضعيف، فعدلوا عنه إلى (أفعِلاء) و (أفعِلة) نحو: أشداء وأشحة؛ لما لم يظهر المثلان في ذلك، فلما خرج المصدر على ما هو مرفوع (٨) في هذا النحو أبدل من المثل الثاني الياء، وكأن التصفيق منع من المصفق


(١) في "سر صناعة الإعراب": الحرفان.
(٢) "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٧٦٢.
(٣) يعني أبا علي الفارسي.
(٤) صدر بيت لعمرو بن كلثوم، وعجزه:
وكان الكأس مجراها اليمينا
انظر: "ديوانه" ص ٦٥، و"كتاب سيبويه" ١/ ٢٢٢.
(٥) يوسف: ٢٣.
(٦) في "الحجة": من.
(٧) في "الحجة": في.
(٨) هكذا في جميع النسخ، والصواب: مرفوض، بدلالة قوله السابق إلا أن (تفعلة) في هذا كالمرفوض وكما في"الحجة".

<<  <  ج: ص:  >  >>