للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الحسن (١)، وقتادة وعطاء وإبراهيم: هذا افتتاح كلام (٢)، قال الزجاج: ومعنى افتتاح كلام: أن الأشياء كلها لله عز وجل فابتدأ وافتتح الكلام بأن قال: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} (٣) كما قال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (٤).


(١) المراد هنا وفي الموضعين التاليين: الحسن بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب، كما في "سنن النسائي" كتاب: قسم الفئ، باب: قسم الفيء ٧/ ١٣٣، و"المصنف" لعبد الرزاق ٥/ ٢٣٨، و"المستدرك" للحاكم ٢/ ١٢٨، و "تفسير ابن جرير" ١٠/ ٣، وهو من أئمة التابعين وعلماء أهل البيت، توفي سنة ١٠٠هـ أو قبلها. انظر: "سير أعلام النبلاء" ٤/ ١٣٠.
(٢) رواه عنهم ابن أبي حاتم ٥/ ٣٠٩، والثعلبي ٦/ ٦١ ب، والبغوي ٣/ ٣٥٧، ورواه ابن جرير بهذا اللفظ عن الحسن بن محمد بن الحنفية ١٠/ ٣، وهو مراد الواحدي لا الحسن البصري، كما رواه ابن جرير عن البقية بمعناه ١٠/ ٣.
(٣) فسر ابن جرير معنى قول المفسرين: هذا افتتاح كلام بعبارة أوضح من عبارة الزجاج حيث قال عند تفسير قول الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [آل عمران: ١٨]: فبدأ -جل ثناؤه- بنفسه، تعظيمًا لنفسه وتنزيهًا لها عما نسب الذين ذكرنا أمرهم من أهل الشرك به ما نسبوا إليها، كما سن لعباده أن يبدؤا في أمورهم بذكره قبل ذكر غيره، مؤدبًا خلقه بذلك، واعترض بذكر الله وصفته على ما بينت كما قال جل ثناؤه: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} افتتاحًا باسمه الكلام اهـ. " تفسير ابن جرير" ١٠/ ٣ باختصار، وبه يتبين أن معنى: افتتاح كلام، أي افتتاح الكلام بذكر الله، وابتداء باسمه على سبيل التعظيم والتبرك كالبسملة. وقال الحافظ في "فتح الباري" ٦/ ٢١٨: أجمعوا على أن اللام في قوله تعالى: {لله} للتبرك إلا ما جاء عن أبي العالية.
(٤) الأنفال: ١. وإلى هنا انتهى كلام الزجاج انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤١٤, وفي النسخة التي اعتمد عليها المحقق خطأ في قوله: بأن قال: (فأن الله) حيث كتبه الناسخ هكذا: فإن قال قائل (فإن لله ..) إلخ وظن المحقق أن ذلك شرط وأن =

<<  <  ج: ص:  >  >>