للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: ولو قلت: مِئات على وزن مِعَات جاز (١).

وذكر أبو علي الفارسي في "المسائل الحلبية" (٢): إن (مائة) وزنها (فِعْلَة) وأصلها: مِئْيَة فحذفت اللام منها، وجمع للنقص الذي لحقه بالواو والنون، ومثله (رئة) في حذف اللام منه ويدل على ذلك قولهم: رأيت الرجل: إذا ضربت (٣) رئته، وأنشد أبو زيد:

فغظناهم حتى أتى الغيظ منهم ... قلوبًا وأكبادًا لهم، ورئينا (٤)

فهذا مثل مئين، فأما ما أنشده أبو زيد (٥):

وحاتم الطائي وهاب المئي

فالقول في المئي: إنها جمع مائة على (فعول) وقلبت الواو ياءً كما قالوا: حقو وحقين ودلو ودلي، وفي التنزيل: {حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ} [طه: ٦٦]، وقالوا (٦): إنكم لتنظرون في نُحُوّ كثيرة فشذ هذا الحرف، وصحت


(١) "إصلاح المنطق" ص ٣٠٠، و "المشوف المعلم" ٢/ ٧٠٩.
(٢) في "المسائل الحلبيات" ص ٦١، بعض هذا القول من قوله: يدل على ذلك .... إلى آخر البيت الأول، ولم أجد أول القول فيها، والنسخة المطبوعة فيها نقص كبير، كما أشار المحقق في المقدمة (ص: د).
(٣) في (ج): (أصبت).
(٤) البيت للأسود بن يعفر وهو في "ديوانه" ص ٦٣، وذكره أبو زيد في "نوادر اللغة" ص ٢٤ ونسبه له.
(٥) "نوادر اللغة" ص ٩١، ونسبه لامرأة من بني عقيل، وقبله:
حيدة خالي ولقيط وعلي
وانظر: "المسائل العسكريات" ص ١٧٧، و"لسان العرب" (مأي) ٧/ ٤١٢٤، و"خزانة الأدب" ٧/ ٣٧٥، ونسبه في "المفاسد النحوية" ٤/ ٥٦٥ لقصي بن كلاب.
(٦) يعني العرب، قال ابن منظور في "لسان العرب" (نحا) (٤٣٧١): في بعض كلام العرب: إنكم لتنظرون في نحو كثيرة، أي في ضروب من النحو.

<<  <  ج: ص:  >  >>