للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الواو فيه، ومثله: سَنَة وسني، أنشد أبو زيد (١):

يأكل أزمان الهزال والسني

وهذا على لغة من جعل اللام من (سنة) واوًا ثم أبدل من الواو ياءً، كما أبدلت في حِقِي وعِصِي (٢)، وقلب واو (فعول) ياءً لوقوعها ساكنة قبل الياء التي في موضع اللام، ثم أبدل من الضمة كسرة كما أبدلت منها في (مرمى) ونحوهن فصار مثل عصي، وصار (مائة) في قوله: وهاب المئي، [في موضع اللام] (٣)، مثل (خلي) ثم خففت الياء لوقوعها في القافية، والحروف المشددة إذا وقعن حرف روي خففن، كما أنشد سيبويه (٤):

ولا أسمع أجراس المطي


(١) "نوادر اللغة" ص ٩١، وهو تابع للرجز السابق، وقبل هذا البيت:
ولم يكن كخالك العبد الدعي
(٢) حقي وعصي: جمعا حقو وعصا، والحقو: الخصر ومشد الإزار من الجنب. "اللسان" (حقو) ٢/ ٩٤٨، ويقصد بالإبدال فيهما أن أصلهما: حُقُوْوُ وعُصُوْوُ، على وزن (فعول) ثم قلبت الواو الأخيرة ياء، فصارا في التقدير: حُقُوْي، وعُصُوْي ثم قلبت الواو ياء لسكونها ووقوعها قبل ياء مسبوقة بساكن، فصار: حُقُييْ، وعُصُيْ، ولكي تسلم الياء أبدلت حركة الحرف السابق لها كسرة، وأدغمت الياء في الياء، ثم جاز إبدال ضمة الفاء كسرة إتْباعًا لكسرة العين.
انظر: "المقتضب" ١/ ١٨٣ فقد نص على الميزان الصرفي لجمع (عصا).
(٣) ساقط من (م) و (س).
(٤) انظر "كتاب سيبويه" ٣/ ٩٥، وهو بعض عجز بيت نصه:
متى أنام لا يؤرقني الكرِي ... ليلاً ولا أسمع أجراس المطي
وهو من شواهد سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها، وهو أيضًا بلا نسبة في "جمهرة اللغة" (ركي) ٢/ ٨٠١، و"خزانة الأدب" ١٠/ ٣٢٣، و"الصحاح" (شمم) ٥/ ١٩٦٢، و"لسان العرب" (شمم) ٤/ ٢٣٣٣، و"المنصف" ٢/ ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>