للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال (١): ويجوز في (الميء) وجه آخر وهو أن مائة (فِعْلَة) و (فَعَلٌ) قد عاقبت (فِعْلا) نحو: شَبَهٌ، وشِبْهٌ، وبابه، و (فَعَل) جمع على (فُعْل) كقولهم: أسَد وأَسْد، ووَثَن، ووثْن، كذلك جمعوا (فَعَلًا) على (فُعْلٍ) حيث كان بمنزلته لتعاقبهما على الكلمة الواحدة (٢)، ثم أبدل من ضمة الفاء كسرة كما قالوا: مِغيرة ومِنتن، وأتبعوا العين حركة الفاء، وحذفوا اللام التي هي محذوفة (٣) من (مائة) فصار: (مئٍ) وعلى هذا يحمل قوله (٤):

وخمسمئٍ منها قسي وزائف

فإن قيل: فلم لا يكون (المئي) على فِعِل؟

قيل: لا يستقيم ذلك لقلة هذا الوزن في الآحاد، ألا ترى أن سيبويه إنما حكى منه الإِبِل (٥)، والمراد بالمئي الجمع، ولا يعلم شيئًا من الجمع على (فِعِل)، فإذا لم يجيء في الجمع البته وكان مجيئه في الآحاد على ما ذكر من القلة لم يكن للحمل عليه مساغ.


(١) يعني الفارسي في "المسائل الحلبيات"، ولم أجده فيها, ولعله من الجزء الناقص، انظر "مقدمة المحقق" (ص: د)، وكذلك لم أجده في كتبه الأخرى التي بين يدي.
(٢) قال أبو علي الفارسي في كتاب "التكملة" ص ٤١٢: وكسروا حروفًا على (فُعْل) كما كسّروا عليه (فَعَلًا) نحو: أَسَد وأُسْد، وذلك أن (فُعْلًا) مثل (فَعَلٌ) في نحو: البُخْل والبَخَل، والسُّقْم والسَّقَم، اهـ ومعنى كسروا: جمعوا جمع تكسير.
(٣) في (ح): (منير)، قال الجوهري في "الصحاح" (نتن) ٦/ ٢٢١٠: نتن الشيء وأنتن بمعنى، فهو مُنتن ومِنتن، كسرت الميم اتباعًا لكسرة التاء؛ لأن (مِفْعِلاً) ليس من الأبنية. اهـ. وفي "كتاب سيبويه" ٤/ ١٠٩: وأما الذين قالوا: مِغِيرة ومِعِين فليس على هذا , ولكنهم أتبعوا الكسرة الكسرة، كما قالوا: مِنتن.
(٤) سبق تخريجه في أول الأنفال.
(٥) انظر: "كتاب سيبويه" ٣/ ٥٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>