للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ}، وهو أن يتولى المؤمن الكافر (١) دون المؤمنين، وقال ابن جرير: يقول: إلا تعاونوا وتناصروا في الدين تكن فتنة (٢).

فحصل في الكناية في قوله: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ} قولان:

أحدهما: أن الكناية تعود إلى الموالاة، وذلك أن قوله: {أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} معناه: بعضهم (٣) يوالي بعضًا، وهذا يدل على المصدر، فكني عنه، كقوله: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا} [فاطر: ٤٢] أي: مجيء النذير، وقد مرّ مثل ذلك كثيرًا (٤)، وهذا على قول ابن إسحاق (٥)، ومعنى قول ابن عباس؛ لأنه قال في قوله: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ}: إلا تأخذوا في الميراث بما أمرتكم به (٦).

قال ابن الأنباري (٧): فتكون الهاء عائدة على التوارث، أي: إن لا تفعلوا التوارث على ما حد الله لكم تكن فتنة في الأرض، وهذا القول كالأول؛ لأن الوراثة كانت بالولاية، فسواء عادت الكناية إلى التوارث، أو إلى الموالاة فالمعنى واحد.

وعلى معنى قول ابن جرير تكون الكناية راجعة على التناصر، قال أبو بكر: معناه: إن لا تناصروا ويعن بعضكم بعضًا على أعدائكم يكن ترككم ذلك فتنة وفسادًا، فكنى عنهما لتقدم ما يدل عليهما.


(١) في (س): (المؤمنين الكافرين)، وهو خطأ.
(٢) رواه ابن جرير ١٠/ ٥٦.
(٣) ساقط من (م).
(٤) انظر: مثلًا: "تفسير البسيط" البقرة: ٤٥، ١٧٤.
(٥) يعني الذي سبق ذكره.
(٦) رواه ابن جرير ١٠/ ٥٥، وابن أبي حاتم ٥/ ١٧٤١، من رواية علي بن أبي طلحة.
(٧) هو: أبو بكر، ولم أعثر على كتابه في "معاني القرآن".

<<  <  ج: ص:  >  >>