للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقولان في رجوع الكناية ذكرهما الفراء (١)، والزجاج (٢)، ولابد من تقدير تقديم وتأخير في الكلام؛ لأنا إن قلنا: تعود إلى الموالاة فكأن قيل (٣): أولئك بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة، [وإن قلنا] (٤): تعود على (٥) التناصر فكأنه قيل: فعليكم النصر إلا تفعلوه تكن فتنة.

ومعنى الفتنة في هذه الآية: الشرك في قول ابن عباس (٦).

قال أهل المعاني (٧): وذلك أنه إذا لم يتول المؤمن المؤمن توليًا يدعو غيره ممن لا يكون مؤمنا إلى مثل ذلك لحسن التواد والتعاطف، ولم يتبرأ من الكافر بما يصرفه عن كفره أدى ذلك إلى الضلال، وكذلك في التناصر، وذلك أن المسلمين كانوا قليلًا، ولم يكن مسلم إلّا وله أقارب من الكفار فإذا هجر أقاربه الكفار، ونصر أقاربه المسلمين كان ذلك أدعى إلى الإسلام وترك الكفر لأقاربه الكفار.

وقال أهل العلم في قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} هذا دليل على أن الكفار في الموارثة مع اختلاف مللهم كأهل ملة واحدة، هو


(١) "معاني القرآن" ١/ ٤١٩.
(٢) هذا مما سقط من "معاني القرآن وإعرابه" المطبوع.
(٣) في (ح): (قال)، وما أثبته موافق لما بعده.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (س).
(٥) في (ح): (إلى).
(٦) "تنوير المقباس" ص ١٨٦، ورواه ابن جرير ٩/ ٢٤٨، وابن أبي حاتم ٥/ ١٧٠١، عند تفسير قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [الأنفال:٣٩].
(٧) لم أجده في كتب أهل المعاني التي بين يدي، وذكره ابن الجوزي ٣/ ٣٨٦، والمؤلف في "الوسيط" ٢/ ٤٧٤ من غير نسبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>